رفض زعماء أفريقيا في قمتهم الساحلية الصحراوية التي عقدت في تشاد اتهامات محكمة الجنايات الدولية أو بالأصح المدعي العام فيها أوكامبو لرئيس السودان عمر البشير بالإبادة الجماعية في إقليم دارفور لعدة أسباب.. منها أن الحقيقة لم تتضح بعد لهذا الرجل المتعصب فيأخذها من تلافيفها ويمضي دون خوف من معارضة أحد من الأعضاء في المحكمة أو في القارة، لكنه تسرع منذ البداية وأظهر انحيازه لعواطفه وليس إلى الموضوعية التي تحتم عليه النأي بنفسه عن مجاملة الدول المعادية للسودان وللعرب، وهي معروفة بسعيها لتمزيق السودان ابتداءً من الجنوب ولن يكون إقليم دار فور هو النهاية في مسلسل تقطيع هذا البلد الكبير والغني بالثروات مثل ما جرى في العراق.. ومنها أن هذا الرئيس ما زال في السلطة وسعى ويسعى لإنهاء الفتنة التي مضى عليها سبعة عشر عاماً كشف فيها الأعداء والعملاء عن نواياهم الحقيقية إزاء إفريقيا كلها بتشجيع النزعات الانفصالية والمتمردين وإرسال جواسيس كمواطنين في منظمات ومشاريع لم تساعد السودانيين في هذا الإقليم رغم كثرتها وإمكاناتها وإنما قامت باستغلال ظروفهم القاسية للدعاية من جانب واحد بما تملك من إمكانات وشبكات إعلامية من ضمنها الإسرائيلية التي رمت بالكرة في ملعب الحكومة السودانية وشوهت الصورة التي تصدى لها أبناء الإقليم الذين حملوا السلاح وفضحوا تلك المنظمات. كما أن الزعماء الأفارقة أحسوا بخطورة المخطط الذي في ظاهره معاقبة أحدهم كونه يشمل بقية الزعماء كرؤوس إذا تكسرت تطايرت أشلاء الشعوب وأقيمت المذابح على غرار ما جرى في رواندا عام 94م وما يجري الآن ومنذ سنوات في الكونغو الديمقراطية عقب موت جوزف موتو وتغلغل العناصر الطامحة لعودة الاستعمار إلى هذا البلد الجميل الزاخر بالثروات الطبيعية الثمينة والزراعية وكون أوكامبو لم يأت بجديد أو يظهر حياده وخلو نفسه من ضغينة لم يستطع إخفاءها.. ولقد كان الرئيس التشادي في المستوى الرفيع من المسئولية - تجاه شعبه ووطنه - التي تصون المصالح المشتركة وتحافظ على علاقات الجوار الشعبية والقيادية بأن طرد بعض العناصر القيادية المتمردة من حركة العدل والمساواة، ورد عليه الرئيس السوداني بالجميل بأن طرد عدداً من مناوئي نظام أنجمينا واستقبل الشعبان تلك الإجراءات المتبادلة بالاستحسان على أمل أن يقطع ذلك دابر المتآمرين على الوحدة الوطنية وعلى الاستقرار في البلدين ليتوجه كل الاهتمام إلى مشاريع التنمية الشاملة والمستديمة وتختفي مظاهر البؤس والعذاب التي يتجرعها المدنيون البسطاء على جانبي الحدود وكما هو الحال في مناطق النزاعات المسلحة في أي مكان من العالم..