الحلقة الأخيرة الحمدلله رب العالمين، وأشهد أن لا اله إلا الله، وأن محمداً عبده ورسوله وعلى آله وصحبه وسلم وبعد : مازلنا في استعراض مآلات إلغاء حد الردة، فهي كثيرة الخطورة الردة على الإسلام ومنها : 13 - تجزئة أحكام الإسلام إذا كان من حق المسلم أن يرتد ولا عقاب عليه طالما يحار الدولة كما يرى دعاة الحرية للمرتدين فإن هذا يمنحه الحق في أن يرتد عن بعض دينه فيكون من حقه أن ينكر الصلاة أو الصوم أو الزكاة أو يحل الخمر أو الزنا أو الشذوذ وقد حدث فعلاً أن كوّن جماعة من الشباب المنحرفين في أمريكا جمعية أسموها (جمعية الشباب الإسلاميين الشاذين) انظر كتاب الإسلام لعصرنا أ. جعفر شيخ. 14 - سقوط الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر : وهذه المفسدة مترتبة على المفسدة السابقة فإذا نهينا السكران عن الخمر، فسيقول هو عندي حلال وهكذا عند كل منكر سيجيب فاعله وسيسكت الآمرون بالمعروف لأن إنكار الإسلام كله لا حد فيه فكيف يعاقب من أنكر حكماً واحداً منه فقط. 15 - إشعال الحرب الأهلية قال الشيخ العلامة يوسف القرضاوي : ان التهاون في عقوبة المرتد المعالن الداعية – أي من أظهر ردته – يعرض المجتمع كله للخطر ويفتح عليه باب فتنة لا يعلم عواقبها إلا الله سبحانه فلا يلبث المرتد ان يغرر بغيره وخصوصاً من الضعفاء والبسطاء من الناس وتتكون جماعة مناوئة للأمة تستبيح لنفسها الاستعانة بأعداء الأمة عليها وبذلك تقع في صراع وتمزيق فكري واجتماعي وسياسي قد يتطور إلى صراع دموي بل حرب أهلية تأكل الأخضر واليابس وهذا ماحدث بالفعل في أفغانستان – ثم ذكر الشيخ ان مجموعة من الأفغان ارتدوا أو حكموا البلاد وحاربهم المجاهدون – إلى قوله : كل هذا لم يكن إلا أثراً للغفلة عن المرتدين والتهاون في أمرهم والسكوت عن جريمتهم في أول الأمر ولو عوقب هؤلاء المارقون، قبل ان يستفحل أمرهم لوقي الشعب والوطن شرور هذه الحرب الضروس وآثارها المدمرة على البلاد والعباد، انظر جريمة الردة ص 38 للقرضاوي. 16 - فقدان المجتمع المسلم مسمى الإسلام الحق قال العلامة القرضاوي : ليس بمجتمع مسلم ذلك الذي يسب الله ( جل شأنه) وكتبه ورسله، والناس سكوت على هذا الكفر البواح، لا يستطيعون أن يؤدبوا مرتداً كافراً أو يزجروا زنديقاً فاجراً.. ليس بمجتمع مسلم ذلك الذي يسمح لعقيدة أخرى تناوىء العقيدة الإسلامية أو تزاحمها (المرجع السابق ص27) 17 - جعل الإسلام ألعوبة قال الشيخ القرضاوي: لكن، أي الإسلام لا يقبل ان يكون الدين ألعوبة يدخل فيه اليوم ويخرج منه غداً، على طريقة بعض اليهود الذين قالوا – (آمنوا بالذي أنزل على الذين آمنوا وجه النهار واكفروا آخره لعلهم يرجعون) (آل عمران 72) المرجع السابق ص 37. قلت : وسيلعب ببنات الناس فمن أراد زواج نصرانية تنصر ثم عاد للإسلام أو الزواج بمسلمة من الكفار اسلم، ثم بعد أن تزوجها عاد لكفره وهكذا. 18 - تشجيع الجاسوسية على المسلمين جاء في موسوعة نضرة النعيم حول أضرار الردة : قد يفتح المرتد لأعداء الأمة ثغرات للإضرار بها بما يقدمه لهم من معلومات، يبنون عليها خططهم في مواجهتها كما أن الردة تلقي على الأمة عبئاً ثقيلاً من الحذر والاحتياط إذا تمكن المرتد من الفرار إلى خارج مجتمعها. الجزء العاشر ص 4541. قلت : هذه الموسوعة طبعتها دار الوسيلة ط3 سنو 1425ه/2004م وألفها أكثر من ثلاثين عالماً أغلبهم يحمل درجة (أ. د) ومن عدة دول إسلامية، فهل هؤلاء العلماء لا يفقهون دينهم ولا واقعهم عندما اتفقوا على قتل المرتد أياً كان؟ وهل حرم هؤلاء التوفيق وعلمه حفنة من الناس؟ ونحو هذه الموسوعة الفقهية الصادرة عن الكويت وتقع في أكثر من 30 مجلداً لمجموعة من كبار علماء العصر قالوا بقتل المرتد أيضاً فمع من يذهب العقلاء؟ ومن أحق بالإتباع ؟؟