الحلقة الثالثة عشرة الحمدلله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً عبده ورسوله وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد: تكلمنا في الحلقة الماضية عن بعض مآلات الردة، وستعرض في هذه الحلقة بعض المآلات تاركاً للقارىء الكريم المجال لتصور مآلات أخرى حقيقية لإلغاء حد الردة: 1 بعد إلغاء حد الردة لا سمح الله ستشكل جمعيات وجماعات أو أحزاب للمرتدين في بلاد الإسلام، وسيتبنى الغرب قضاياها ويتدخل بكل وسيلة لحمايتها وما أسهل لافتات الحماية لهؤلاء، فمن: حرية الاعتقاد إلى حقوق المواطنة المتساوية إلى حقوق الإنسان.. الخ، فعلى سبيل المثال أضيفت أوزبكستان إلى لائحة الدول التي تحد من الحريات الدينية الكنسية التي أعدتها اللجنة المركزية الأمريكية المعنية بمراقبة حرية التنصير في العالم وذلك بسبب رفضها ودعا رئيس اللجنة المعينة بمراقبة الحريات الدينية في العالم الإدارة الأمريكية إلى فرض عقوبات على الدول الرافضة للتنصير وهي عشر دول غير الجمهوريات السوفيتية السابقة ميانما وكوريا الشمالية وارتيريا وإيران وباكستان والصين والسعودية والسودان وتركمنستان وفتنام. ومن العجائب أن يطالب مسلم بإلغاء حد الردة في الوقت الذي تمنع فيه بعض دول الكفر تغير دينها ونشر دين آخر عندها كبعض الدول السابقة. 2 وهذه الأحزاب المرتدة ستشارك في العملية السياسية وتدخل الانتخابات بإمكانات غربية هائلة ولا شك أنها ستفوز مع الإمكانات الهائلة وضعف الولاء والبراء بين المسلمين، وانحراف أفكار كثير من مثقفيهم وتسفيه علماء الأمة لمنعهم من بيان الحكم الشرعي في هذه الأحزاب أو التشويه على فتاويهم لمنع تأثر الناس بها وربما تشكل هذه الأحزاب المرتدة الحكومة الجديدة لا سيما وقد زل أحد العلماء الأفاضل بقوله بجواز تولي الكافر رئاسة حكومة مسلمة واحتج بأن الكافر يمنع من تولي الخلافة الإسلامية فقط أما حكم دولة مسلمة فجائز، فهذه الفتوى الشاذة التي لم يقل بها أحد من أهل العلم قبله ستكون مرجع التنويريين لترشيح رئيس مرتد، فإن قيل هذا بعيد الوقوع أو ضرب من الخيال، قلت: بل هذا هو الواقع، فهذا الرئيس الأوغندي المسلم عيدي أمين عمل أثناء فترة حكمه من 1971 1979م على نصرة الإسلام، وحرب المرتدين، والمنصرين، وضم بلاده إلى منظمة المؤتمر الإسلامي فتعاون عليه المرتدون وأشعلوا الحرب بينه وبين تنزانيا واستعانوا بالغرب عليه وانتهت الحرب بهزيمة عيدي أمين وعودة الرئيس النصراني بوتي للحكم. 3 إذا الغي حد الردة لا سمح الله من قانون العقوبات اليمني، فسيعلن المرتدون عن ردته وسندفع كثيراً من الغيورين إلى تصفية المرتدين، لا سيما الشباب وسيساندهم العلماء سراً وجهراً، خاصة أن بعض الأئمة جوّز قتل المرتد إذا تركت الدولة إقامة الحد عليه، وستلقى تصفية المرتدين تأييداً شعبياً واسعاً، وستستغل جماعات التكفير هذا الوضع وتجيش المزيد من الشباب معها بدعوى إقامة حد الردة، وستحدث إعدامات لمرتدين وغيرهم ممن يُشك فيهم وهكذا تقع فتنة تسفك فيها دماء مرتدين وأبرياء من أفراد الشرطة والجيش وغيرهم، وستعجز الدولة عن إيقاف هذه الفتنة. أما لو أقيم حد الردة فلن يقتل أحد لأنه لن يجاهر بردته أحد، ولو جاهر فسيقتل مرتد واحد أو اثنان عبر القضاء الشرعي، وسيكونون عبرة لكل مرتد، فلن يعلن مرتد بعد ذلك ردته، وسيكتم كفره في قلبه، شأنه شأن المنافقين ممن يسرون الكفر ويعلنون الإسلام، فهل يستحق المرتد أن يدخل المجتمع كله في فتنة إذا لم يقع عليه حد الردة، ونضحي بدماء أبرياء لأجله مع أنه بلا شك سيقتل من الشباب الغيور على دينه وليس هذا تخميناً، بل هو عين الواقع، فكم من شباب أقنعناهم بترك السلاح في تغيير بعض المنكرات، فماذا سنقول لهم لو وجدوا مرتداً حراً طليقاً؟ لا شك أنهم سيقتلونه، وربما قتلوا من يعارضهم في قتله، لأنهم حينئذٍ سيرونه معهم. ألا فليتق الله من يضحي بالأمة لأجل حماية خائن ترك دينه وأعلن كفره بالله ورسوله والإسلام، وعلى الدولة أن تحذّر من الدعوات الغربية، الملوثة لإسقاط حد الردة أو غيرها من الحدود التي لا تناسب الذوق الغربي الملحد أو حقوق الإنسان الكافر. رسالتان: الأستاذ ثابت الأحمدي: أفضل إنسان عند الله وعند الناس هو المسلم التقي، قال تعال: “إن أكرمكم عند الله اتقاكم” ولوجه الله أنصحك كف عن سب العلماء والمحدثين الذين هم أعلم الناس برسول الله وأقربهم إليه، والحذر السخرية بأي سنة من سنن رسول الله كاللحية أو رفع الثوب والإزار، والسواك فهذا لن يسرك في قبرك ولا حتى تلقى ربك، ثم يا أخي: لم تحفظوا المتون ولا اخترعتم شيئاً، فهل سبكم للعلماء تعويض عن نقصكم في الجانبين؟! سيظل الزنداني يطاردكم دنيا وآخرة الإخوة بعض كتاب أفكار: سيظل العلامة أ.د عبدالمجيد الزنداني يطاردكم في الدنيا والآخرة، أما في الدنيا فسيظل جاهه ومكانته وسمعته المحلية والدولية، وصوره في القنوات الفضائية وغيرها تطاردكم وتمحو مقالاتكم ضده، وتنسى الناس أسماءكم ليبقى الزنداني رمزاً عظيماً لليمن وللعالمين العربي والإسلامي وإن عادته أمريكا وأنتم. وأما في الآخرة فسيطاردكم ويلقط ما بقي من حسناتكم أو يُطرح عليكم ما قد يكون عليه من تقصير، فهل لكم من توبة ترجعون فيها عن سب من لا يعرفكم أصلاً، ومعاداة ولي من أولياء الله، الذين كتب الله لهم القبول في الأرض وأجرى محبتهم والثناء عليهم على قلوب وألسنة علماء الأمة وصالحيها وعوامها بل بعض أقاربكم، وربما أهلكم يجلّون العلامة أ.د الزنداني حفظه الله وهداكم.