لا تتوقعوا أن أقضي بقية عمري في نش الذباب، إنني غير معنية بالرد على كل ديك يصيح على مزبلة..!! لأنني أكره أن أتردى في وهاد الانحطاط الذكوري العربي، فالكاتب لايرد بمقال بل يرد بكتابٍ آخر، إنه يبدع ولاوقت لديه أن يلتفت إلى الذين يقتاتون من الفتات المتساقط من الموائد..!! ذلك ماقالته الروائية الجزائرية المبدعة (أحلام مستغانمي) عقب الاتهامات التي وجهت إليها.. من أن روايتها(ذاكرة الجسد) كتبها لها الشاعر العراقي(سعدي يوسف) كما علق على الموضوع أحد الصحفيين العرب بجريدة الأهرام قائلاً: (إن تاريخ الاعتداء على الموهوبين العرب هو تاريخ طاعن في القدم، وقد بقي هؤلاء الموهوبون، وذهب الذين حاولوا اغتيالهم إلى نفايات التاريخ، فالزبد يذهب جفاءً ولا يمكث في الأرض إلا ما ينفع الناس..!! وأضافت مستغانمي: «المسألة مسألة مجتمع ذكوري يرفض الأنثى ويحتقر الإناث..!!» الرواية الأكثر جدلاً في الوطن العربي.. تعرض هذه الأيام على شاشة رمضان ويمثلها نخبة من نجوم الدراما السورية.. وتُبث من فضائية «أبوظبي الأولى»، وقد شدني في المسلسل أنه يمثل باللغة العربية الفصحى.. بعد أن عاف المشاهد هجين اللهجات المحلية.. إضافة إلى أن الرواية أقامت الدنيا ولم تقعدها وخاصة أنني لم أعثر على نسخة منها رغم بحثي المستمر.. وإن كان السيناريو يتدخل في النص الأصلي كما هي عادة المسلسلات المأخوذة من نصوص إبداعية ك(خان الخليلي) لنجيب محفوظ.. وحقيقة لست من متابعي(باب الحارة) ولا (باب جارتنا لطيفة) لكن لمتابعة (ذاكرة الجسد) نكهة أخرى.. وطعم مُعتق بإبداع الأنثى.. التي صاغت أناملها روائع الأدب العالمي..!! ودائماً ما تدفع ضريبة نجاحها كل مبدعة عربية تخطت الحواجز.. وكسرت القيود ولا تعليق أكثر مما قيل من الكتاب والأدباء العرب الذين تصدوا لدحض تلك التهمة والدفاع عن الكاتبة، واستبعدوا كل ما قيل بخصوصها ويظل في نهاية المطاف إبداع صاحبة(فوضى الحواس) و(عابرة سرير) و(الكتابة في لحظة عُري) وديوان (مرفأ الأيام) و(ذاكرة الجسد) في ذاكرة الزمن والإبداع الإنساني الخالد، لأن المبدعين الحقيقيين دائماً ما يتعرضون للرشق بحجارة زملاء مهنتهم.. الذين تؤذيهم نجاحاتهم المدهشة.. وحسب المساحة المحدودة أشرنا إلى «ذاكرة الجسد» مجرد إشارة.. وبقية التفاصيل لمتابعي ومحبي الإبداع الأصيل على الشاشة الصغيرة.. ورمضان كريم.