لفضيلة الدكتور محمد سيد طنطاوي، شيخ الأزهر «السابق» مقال قيّم نشره في مجلة «العربي» العدد 489 أغسطس 1999م تحت عنوان «تأملات في سورة البقرة» أورد في مطلعه فضل هذه السورة التي يطلق عليها «فسطاط القرآن» وقال فيه: وردت في فضل سورة «البقرة» أحاديث متعددة, وآثار متنوعة, منها ما جاء في مسند أحمد، وفي صحيح مسلم والترمذي والنسائي عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله «صلى الله عليه وسلم» قال: «ولا تجعلوا بيوتكم قبوراً, فإن البيت الذي تُقرأ فيه سورة «البقرة» لا يدخله الشيطان». وروى ابن حيان في صحيحه عن سهل بن سعد - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن لكل شيء سناماً، وإن سنام القرآن «البقرة» وإن من قرأها في بيته ليلاً, لم يدخله الشيطان ثلاث ليالٍ, ومن قرأها في بيته نهاراً, لم يدخله الشيطان ثلاثة أيام». قال الإمام القرطبي رحمه الله: «وهذه السورة فضلها عظيم, وثوابها جسيم, ويقال لها «فسطاط القرآن» وذلك لعظمها وبهائها وكثرة أحكامها ومواعظها». ويختتم شيخ الأزهر مقاله القيّم بفقرة من كتاب «النبأ العظيم» لفضيلة الدكتور المرحوم محمد دراز والتي يقول فيها: «لعمري لئن كانت للقرآن في بلاغة تعبيره معجزات, وفي أساليب ترتيبه معجزات, وفي نبوءاته الصادقة معجزات, وفي تشريعاته معجزات, وفي كل ما استخدمه من حقائق العلوم النفسية والكونية معجزات, لعمري أن في ترتيب آياته على هذا الوجه لهو معجزة المعجزات».