إن رمضان شهر القرآن، فالله أنزل فيه كتابه، قال - تعالى -: شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنْ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ. وأمر المسلم بقراءته، ورغب أن يجعل لبيته قسطاً من قراءة القرآن. فينبغي للصائم أن يجعل له حزباً يومياً من كتاب الله، تقرؤه في أثناء نهاره وليله، وأوقات فراغه، فلا أقل من أن تختم القرآن في شهر، كما أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - وإن قرأته في نصف شهر أو أسبوع، أو ثلاثة أيام، فهو أفضل، فقد كان عبد الله بن عمرو وتميم الداري - رضي الله عنهما - يختمان كل ثلاثة أيام، وبين لنا - صلى الله عليه وسلم - أن البيت الذي يقرأ فيه القرآن لا يقربه الشيطان، ولقراءتك للقرآن تأثير على الأطفال والصغار، إذ يسمعون آيات الله تتلى عليهم، وقراءة القرآن سبب لنزول رحمة الله عليكم. روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إن البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة لا يدخله الشيطان)). وإن نعمة الله علينا في هذا العصر وجود إذاعة القرآن، وأشرطة القرآن، والمحاضرات المتوافرة في كل مكان، فيمكن للأخت المسلمة أن تسمع آيات الله طيلة وقتها، وتسمع كل خير عن طريق هذه الأجهزة. وكم من الأخوات لا يستطعن القراءة من المصحف، وعوضها الله بسماع هذه الأشرطة الطيبة، فتزداد أجراً وثواباً بسبب سماعها، وبهذه الوسيلة يصبح البيت يدوي فيه القرآن دوي النحل، بدلاً من أن يُدوي فيه الزمر والطرب.. فقد كانت بيوت الصحابة مليئة بذكر الله - تعالى - فلنحرص على أن نكون مثلهم.