في مثل هذه الأيام من العام الماضي وتحديداً أواخر شهر رمضان المبارك أتذكر أني كتبت في هذه الصحيفة عن الخير الذي ينبت الفرحة في قلوب الفقراء والمساكين ويسعد غيرهم من الناس الذين لاخصام لهم مع الخير وأهله.. كان الحديث عن الخير الذي امتدت به أيادي رجال الأعمال فأوصلت المساعدات النقدية والعينية إلى فئات الأسر الفقيرة والمحتاجة في معظم قرى عزلة الأعبوس وماجاورها, وهذا العمل يستحق الثناء والشكر دون رياء أو نفاق, فالخير ظاهر والأثر ملموس عند المستحقين.. هذا العام نفتح صفحة الشكر مرة أخرى لأن الخير توسع وانتشر فضاعف أهل الخير خيرهم وأوصلوه إلى من لم يصلهم في الأعوام الماضية. رجل الأعمال شاهر عبدالحق وصل خيره هذا العام في هذا الشهر الكريم ليغطي كل قرى الأعبوس مستهدفاً بذلك قرابة خمسة آلاف أسرة فأعانها بذلك على جزء من متطلبات هذا الشهر المعروف بكثرة مصاريفه ومتطلباته مع قرب العيد وبداية العام الدراسي الجديد, ومع موجة الغلاء التي اجتاحت الاسواق مؤخراً لتلقي بمتاعبها على الناس وبالأخص الفقراء منهم ولذلك لابد أن ينسب الخير لأهله تقديراً لهم مشفوعاً بدعوات أصحاب الحاجة بأن يجعل الله هذا العطاء في ميزان حسناته..وكذلك الحال بالنسبة لرجال الأعمال الحاج علي درهم الذي استمر عطاؤه وجاء مبكراً ليصل مع بداية شهر رمضان مستهدفاً الكثير من الأسر والعائلات في الاعبوس وفي مختلف القرى فيها وهو عمل كله خير يجبرك عن طيب خاطر أن تعترف لأصحابه بجميل ماقدموا لذوي الحاجة ولانملك سوى الشكر عن كل من وصل إليهم ذلك الخير. الحقيقة أن أهم مافي هذا العطاء الذي يقدمه رجال الأعمال في رمضان وفي غير رمضان هو أنه يؤسس لمرحلة جديدة من الوعي بأهمية عمل الخير والتكافل الاجتماعي كمدرسة يقتدي بها الجميع كل بما يستطيع تقديمه وبذلك تنتشر ثقافة الخير والتعاون والألفة والمحبة بين الناس دون تأويل سيئ للعطاء أو الثناء عليه, لأنني أعلم جيداً أن ثمة من لايعجبه عمل الخير لأسباب متعلقة بالثقافة والسياسية والنفس حين لاتكون طيبة, لكني أقول وسأظل أقول إن ماحدث من عمل خير قد انتصر لفكرة مدرسة الخير التي أسسها الخيرون بعطائهم الذي شهدناه يطوف على كل قرى الأعبوس عاماً بعد عام . وفي سياق عمل الخير لا أنسى الشيخ الرائع رشاد علي عبدالجليل الذي لم تأخذه مشاغله هذا العام رغم كثرتها عن المتابعة والترتيب لصرف تلك المعونات والمساعدات لتصل إلى مستحقيها في القرى المتباعدة فتحرك باذلاً جهوده في نهار رمضان وليله من أجل الفقراء والمساكين ومن أجل الخير أولاً وأخيراً فله كل الشكر والعرفان على ما فعل. وفي الأخير يبقى الحديث عن الفرحين بالخير والداعمين له من موقع المسئولية وفي مقدمتهم الأستاذ عبدالعزيز عبدالغني رئيس مجلس الشورى الذي ما انفك يسأل عن أحوال الناس داعماً كل ما يخدمهم والسعادة تغمر أوقاته بكل خير يصل إلى ذوي الحاجة وبالناس الخيرين الذين يمدون يد الخير والعون والمساعدة بصورة أو بأخرى مقدماً بذلك أنموذجاً جميلاً ينبغي الاقتداء به، والبلد أحوج ما تكون إلى الخيرين من الناس ليسود الخير وتسود ثقافته في المجتمع تأسيساً لمستقبل يزخر بالخير والأمن والسلم الاجتماعي للجميع والبداية دوماً من الالتفات لأصحاب الحاجة في رمضان وفي سائر أيام السنة .