لا يجوز أن تمر ذكرى الانتخابات الرئاسية دون الوقوف عندها بجدية للاحتفاء بما تم إنجازه من البرنامج الانتخابي الرئاسي، والعمل على استكمال ما تبقى منه, بالإضافة إلى ذلك ينبغي فهم المعاني والدلالات السياسية والتنموية لهذه الذكرى الشعبية الديمقراطية بالغة الأهمية؛ لأن البعض يعتقد أن ما تحقق من الإنجازات جاء مصادفة ولم يدرك بأن كل ذلك كان وفق برنامج انتخابي رئاسي جاء ملزماً لكافة أجهزة الدولة للوفاء به, نزولاً عند رغبة الجماهير التي صوتت لذلك البرنامج في عشرين سبتمبر 2006م. إن البعض ممن لا يؤمنون بالديمقراطية يحاولون تضليل الرأي العام, ولا يريدون الحديث عن الانتخابات وشرعيتها والبرامج الانتخابية وأهميتها, بقدر ما يثيرون الفتن ويشعلون نيرانها, وذلك دليل على إفلاس تلك القوى وفقدانها لثقة الجماهير بها, نتيجة لتجاوزاتها وتحديها لإرادة الشعب, ورفضها الواضح والعلني للقبول بالديمقراطية والتداول السلمي للسلطة, وسعيها الدائم والدؤوب لتعطيل الاستحقاقات الدستورية الانتخابية, ومحاولة جر البلاد والعباد إلى الفراغ الدستوري وخلق الفوضى وزعزعة الأمن والاستقرار. إن محاولة خداع الرأي العام وعدم الإشارة إلى الانتخابات, أمر واضح لدى بعض القوى السياسية الفاشلة التي لم تعد قادرة على التواصل مع إرادة الجماهير بسبب جرمها السياسي الذي ارتكبته في حق الشعب في كثير من المواقف السياسية الوطنية, ولذلك ينبغي على القوى الوطنية السياسية الفاعلة أن تقول بأن ما تحقق من الإنجازات منذ 20 سبتمبر 2006م وحتى اليوم ما هو إلا نتيجة فعلية لتنفيذ البرنامج الانتخابي الرئاسي الذي صوّت عليه الشعب بذلك التفاعل الجماهيري الذي لم يسبق له مثيل في تاريخ الحياة السياسية, وجاء تنفيذ البرنامج الانتخابي الرئاسي وفاءً وعرفاً للإرادة الشعبية التي تجسدت في ممارسة الهيئة الناخبة لحقها في العملية الانتخابية. ولئن كانت ذكرى الانتخابات الرئاسية قد مرت علينا بعد إنجازات حافلة لا ينكرها إلا حاقد جاحد كافر بالديمقراطية فإن الواجب يحتم على الكافة المضي بخطى سريعة نحو الانتخابات النيابية المقبلة في موعدها المحدد في 27 أبريل 2011م, ولايمكن الالتفات إلى هذيان بعض القوى التي لا تريد للبلاد والعباد غير التخلف وعدم الإيمان بالممارسة الديمقراطية, فلنسارع إلى يوم الديمقراطية بإذن الله.