جمعية كنعان لفلسطين ممثلة برئيسها الأستاذ يحيى محمد عبدالله صالح أعاد اليمنيين والعرب إلى الزمن الجميل، زمن تحرر فيه العرب من الاحتلال وتمكّنوا من استعادة حريتهم وسيادتهم، عصر ارفع رأسك يا أخي فقد ولّي زمن الاستعمار, عهد أنجب المبدعين في الشعر والفن والأدب، توحدت فيه المشاعر فاختلطت دموع الفرح العربية مع كل انتصار، وانهمرت دموع الحزن في الملمات والنكسات. كانت لحظات مليئة بمشاعر العزة والكرامة ونحن نستمع إلى الكلمات التي تناوب على إلقائها أبوكنعان وكمال شاتيلا وحمود الصوفي وسامح عاشور والدكتورة هدى جمال عبدالناصر، وبينها كانت قصائد الماضي الجميل تطرب مسامعنا بقوتها البلاغية وصدق مشاعرها، وشاهدنا على عيون الحاضرين الفرح والحزن؛ فرحاً لأنهم يستعيدون أجمل الذكريات، وحزناً على حال الأمة الذي أصبح فيه الذل والخنوع وسيلة للتقرب من المحتل الجديد. نحن جيل لا ينتمي إلى فترة عبدالناصر، ولم نعايش تلك الفترة بحلوها ومرّها؛ لكننا جيل محبط بالهزائم المعنوية والمادية. في 1967م كانت النكسة وهزم فيها العرب، واحتل الكيان الصهيوني غزة وسيناء والضفة الغربية والجولان، ورغم فداحة الخسائر التي لحقت بالقوة العسكرية العربية إلا أن إرادتنا كأمة وجيوش وزعماء لم تنكسر، والعزة والكرامة لم تهتز، فبعد أقل من عام كانت القوات العربية تحقق انتصارات ميدانية في حرب الاستنزاف، وتكبد خلالها العدو خسائر كبيرة، وتمكّن الجيش المصري من بناء حائط الصواريخ في غرب القناة أوقف من خلالها اختراق الطيران الاسرائيلي للعمق المصري. وفي عام 1969م كان الطيران العسكري العربي يهاجم أهدافاً في العمق الاسرائيلي، وهو ما أخلّ بالمعادلة العسكرية التي كانت لصالح الطيران الاسرائيلي، وهيأ هذا التطور الظروف لحرب اكتوبر 1973م التي كان مقرراً لها في 1971م لولا وفاة القائد جمال عبدالناصر. وعلى الطرف الآخر خاضت الفصائل الفلسطينية في منطقة الأغوار الأردنية عام 1968م معركة الكرامة؛ ألحقت فيها أول هزيمة عسكرية بالجيش الصهيوني في مواجهة مباشرة بين العرب واسرائيل، ورغم هزيمة 1967م إلا أنها كانت عاملاً في إعادة لملمة الشتات العربي في قمة الخرطوم فخرج العرب بأشهر لاءات ثلاث. وفي 1973م حققت الجيوش العربية انتصاراً عسكرياً فاق التوقعات، وتمكّن من اجتياز خط برليف، وكاد بهذا الانتصار أن يحقق أهدافه ويتم تحرير الأرض كل الأرض المحتلة لولا تلك الثغرة الشهيرة التي صنعتها أيادي الاستخبارات لتكون القشة التي أوقفت الزحف والانتصار. يقول عبدالغني الجسمي، رئيس العمليات العسكرية في حرب اكتوبر 1973م لمجلة «الهلال» المصرية: (إن جمال عبدالناصر هو قائد الحرب وصانع الانتصار في اكتوبر) وهي إشارة واضحة لدور عبدالناصر في التحضير والإعداد لحرب اكتوبر, وما يكشف عن الرؤية الاستراتيجية لناصر ردّه على الرئيس السوري اللواء أمين الحافظ في القمة العربية التي عقدت في القاهرة 1964م حين قدم مقترح تشكيل جيش عربي بقيادته، مؤكداً أنه سوف يحرر فلسطين في ظرف 3 أيام، حيث قال ناصر رداً عليه: (العرب غير جاهزين الآن وإنهم لن يكونوا مستعدين لذلك قبل 1975م). ما يؤكد الارتباط الوجداني بين الشعب العربي وناصر حضوره الدائم في كل الانتصارات والانكسارات بعد وفاته، فعندما حقق حزب الله انتصاره على اسرائيل وأجبرها على الرحيل من جنوبلبنان كانت صورة ناصر حاضرة، وعندما احتلت القوات العراقيةالكويت 1990م رفعت الجماهير صورة عبدالناصر تعبيراً عن موقفه من محاولة عبدالكريم قاسم ضم الكويت في 1963م، وفي الحرب الأمريكية ضد العراق كانت صوره حاضرة، إنه الحب والوفاء لقائد سطّر اسمه في اليمن والجزائر وليبيا وأفريقيا وآسيا و.. إلخ. عتب نعتب كثيراً على الأستاذ يحيى محمد عبدالله صالح عدم توزيع أنشطة جمعية كنعان على المحافظات وحصر نشاطها في العاصمة، ونتمنى أن تفتح فروعاً لها في المحافظات الرئيسة على أقل تقدير لتتوزع الفائدة الثقافية على الجميع. «*» رئيس تحرير موقع «اليمن السعيد» الإخباري.