قالوا إن بعض الناس تأتيهم الوظائف والدرجات الوظيفية وهم نائمون وفي غاية الانبساط والاطمئنان ,وآخرين تصلهم مرتباتهم إلى قراهم في حين تحتاج بعض المدارس إلى مدرسين ولو بمعدل نصف المرتب ,كما هو الحال مع الذين يقيمون في الخارج للعمل وهم في الأساس موظفون في عدة مجالات وخاصة مجال التربية واتسع نطاق الانتساب للوظائف حتى داخل الوطن كأن تكون وظيفة فلان في محافظة ولكنه يتواجد في محافظته ومسقط رأسه ويزاول عملاً كأي شخص يجرّ عربة يدوية فيها حلويات الأطفال ولعبهم ولاينكر عندما يسأله من يعرفه أمام من لايعرفونه إن كان قد سافر إلى تلك المحافظة واستلم مرتب الشهر الماضي فيجيب أنه سيسافر بتاريخ 5 أو 6 من الشهر الجديد لاستلامه. وقبل فترة جرت عملية التحقق من الوظائف المزدوجة التي من عجائبها أن أناساً لدى الواحد منهم ثلاث إلى أربع وظائف أما في بعض المناطق فقد سمعنا أن شخصاً أو اشخاصاً لديه أو لديهم عشرات الوظائف وأثناء اكتشافهم هددوا كل من يتطرق إليهم أو يحاسبهم ونقلوا عن أحدهم اثناء التحقيق معه بأن الوظائف العشر التي يشغلها لاتساوي جزءاً في عائدها من المرتبات مما يتقاضاه أو يجنيه موظف في جهة إيرادية أو خدمية. وأمام أقوال هؤلاء وأولئك لايملك المرء إلا أن يتساءل فقط: هل مازال الازدواج الوظيفي قائماً والتحايل والغش والمحسوبية كما هي في ظل مايقال عن الغربلة التي جرت والتأكيدات التي ما انفكت بنجاح الإصلاحات الإدارية مع ادخال أجهزة البصمة الآلية بدلاً عن التوقيعات في حوافظ الدوام ,وأن بعض من سجلوا قبل تسع أو عشر سنوات طلباً للوظيفة لم يحصلوا على الوظائف حتى اليوم مع أن زملاءهم وزميلاتهم الذين سلكوا طريق من سبقوهم في ايجاد الوسطاء لم يتأخروا كثيراً ومن كان في مديرية ما عاد بعد شهر أو شهرين إلى مركز المدينة بين أهله وذويه وأصدقائه..؟ سخر أحد المحبطين من كلمة “مفاضلة” وقال إن هذه الكلمة بالنسبة له ولأمثاله تعني تفضيل البعض على البعض الآخر تحت تأثير الرشوة والمحسوبية والمناطقية والحزبية وقال: أنا متخرج من الجامعة قبل عشر سنوات وهذه تأكيدات القيد وتخصص مطلوب في حينه وحتى اليوم, ولكنني انتظر بفارغ الصبر عملية توزيع الدرجات الوظيفية في كل سنة لعل اسمى يكون قد أدرج ضمن هؤلاء الجدد بحسب الوعد الذي تلقيته بأن صبري قد يثمر هذه المرة , ومرة بعد مرة أقرأ الاسماء مرة ومرتين فلا أجد اسمي وأدخل في صمت وتفكير حتى أن من يشاهدني يخشى عليّ من الجنون. الحذر فضيلة نصح أحد الأشخاص المتحدث في القضية المنشورة أعلاه بأن يتوخى الحذر فيما يقول لأن بعض الرواة المفترضين لاعلم لهم بالمواضيع المثيرة التي يتكلمون فيها وعنها كتابة وأحاديث وإنما يؤلفون مفرداتها في لحظات غضب شديد من الإحباط الذي يحطمهم كل يوم كما يقولون .. لكن ماذا لو كان كلامهم صحيحاً يا أولي الألباب.