فكرة المرايا الشمسية تتصل بالأقمار الصناعية التي تقوم بتحويل أشعة الشمس نحو أهداف محددة بالأرض، وكانت التكنولوجيا الروسية سبّاقة في فكرة استخدام هذه المرايا. من مفارقات القدر أن الاتحاد السوفيتي السابق ووريثها الأكبر روسيا هما أول من طورا تجارب المرايا الشمسية لغرض استخدامها في الحروب المستقبلية. وإذا صح ما يذهب إليه القائلون بالحرائق الناجمة عن توجيه المرايا الشمسية، فإن روسيا ستكون قد دفعت ثمناً كانت تتخيّل أن الآخرين سيدفعونه!!. فحرائق الغابات الروسية الأخيرة قد تكون ذات صلة بالمرايا الشمسية، لكن هذه الفرضيات تظل محض خيال ما لم يتم إثباتها بالدليل القاطع، وحتى في حالة عدم تأكيد ذلك فإن الاحتباس الحراري سيبقى شاخصاً بوصفه السبب في تلك الحرائق، وكلا الفعلين الافتراضيين يظلان من عمل الإنسان لا الطبيعة. ومهما يكن من أمر فإنه لم يعد أمراً خافياً كل التجارب التي تجرى على المرايا الشمسية، وتلك التي تتوسل استخدام بعض المواد ذات الصلة بالتخريب المُتعمد عبر الهواء الجوي، فالعالم يدخل عهداً خطيراً من استعادة ثقافة الحرب الباردة، ولكن بأدوات ووسائل أخطر وأشمل. الذين ينخرطون في هذا الجنون الكبير؛ يدرون تماماً أنهم ليسوا بمنأى عن تلك الكوارث المحتملة، والذين يريدون إعادة منطق الحرب الباردة بأدوات أكثر خطورة يدركون أنهم في قلب المعادلة، فلا منتصر ولا مهزوم، ولا غالب ولا مغلوب. حقاً، لقد صدق المتنبي حين قال: كلما أنبت الزمان قناة ركّب المرء للقناة سناناً هكذا كان الحال، وهكذا سيظل إلى أن يأذن الله بأمر كان مفعولا. [email protected]