ربما وبحكم التواصل الإعلامي السريع وصلت إلينا هذه المعلومات البيئية عن التغير المناخي شديد التغير والتقلب في أنماط مختلفة من الطقس والمناخ، فيضانات، انهيارات صخرية , وفي المقدمة الاحتباس الحراري وماينتج من ارتفاع شديد في الحرارة أو سقوط شديد للأمطار وذوبان الجليد وانهيارات ومن ثم غرق الأرض بالمياه وخاصة الزراعية وحيث الكثافة السكانية وخاصة في البلدان النامية كانت بلاد نهر السند وبدرجة أولى الباكستان ثم الهند وهما توأمان في التاريخ والجغرافيا ولهما تاريخ مشترك قديم ومعاصر يجر تبعاته حتى القرن الماضي الذي لم يلبث أن صارت هضبة الهند او ماتسمى جغرافيا هضبة الدكن وانقسمت إلى 3 بلدان الثالثة هي بنجلاديش ولكنها بنفس الكوارث الانسانية . صمت مطبق عن المساعدات الإنسانية , وما قدم على استحياء , فالدول هي الأخرى طبقات , بينما تدفقت المساعدات والخبرات على روسيا الدولة القوية سياسياً وعسكرياً بسبب حرائق الغابات فقدمت فرنسا طائرات إطفاء وبولندا دعماً بشرياً من اطفائيين ومنقذين وألمانيا كمامات ذات تقنية , بل والدعم الشخصي حيث تبرع الرئيس الروسي من ماله الخاص كمواطن بمبلغ (12) ألف دولار وهي وسيلة رائعة تشحذ همم المقتدرين. غاب عن باكستان الدعم الخارجي والداخلي لكبار المسئولين وعانى سكان الباكستان فلم تشفع توسلاتهم وغاب عنهم أنها كانت نقطة تجمع المجتمعات العربية والاسلامية لمواطنيها بحجة الدفاع عن الإسلام على الجبهة الافغانية أيام الحرب الباردة كما لم تشفع لباكستان طوعاً أم كرهاً ؛ كونها بسطت أرضها للتآمرات الأمريكية وبالتالي لم يأتِ الدعم إلا متأخراً وشحيحاً فلم يصب أذى الفيضانات إلا الفقراء .. وأياً كانت تداعيات الدعم الشعبي للعديد من الجمعيات المحلية والاسلامية ووقف التحركات العسكرية لطالبان والقاعدة كان ينبغي على الأقل موقف إنساني يحترم الواقع ويهدف إلى تحسين صورتهما التي عادت أكثر عنفاً في تفجير استهدف الشيعة في ظل ضعف حكومي وصمت دولي لم يرحم استغاثات المتضررين. اما العرب عامة والقادرون خاصة فقد غاب عنهم الرابط المشترك وهو الإسلام .. لم يهز عربنا الأخوة الاسلامية ولم تشحذ هممهم نصرة اخوانهم بما لحق بهم .. بينما هم ينصرون الدعم العسكري في أفغانستان الذي ضخ مالاً وبشراً ليس حباً في الإسلام بل لإبعاد الخطر عن أراضيهم . إنها مأساة من الأنانية وحب الذات العربي الإسلامي بدرجة أولى .. ترى ماهي ردة فعل الشعب الباكستاني اليوم وغداً إن طرأت مستجدات وتحول الشعب الباكستاني إلى مارد اقتصادي مثل الصين وكوريا وعز إرسال فرد باكستاني للعمل خارجها!!. ألا يفكر العقل العربي وخاصة المال العربي بأن صمته المادي والمعنوي لن يرحمه تارخياً!!. ماذا لو طرأت مستجدات وأصبحت الباكستان قوة عسكرية هل تستطيع الأموال المدفوعة للقوى الغربية وفي المقدمة الولاياتالمتحدة وقوات النيتو أن تحميها?. إن نماذج عدة يجب أن يتغط العرب منها(الحرب العراقية الايرانية، غزو الكويت، احتلال الجزر الثلاث التابعة للإمارات العربية المتحدة من قبل إيران , ومفاعل بوشهر) فالمال ليس بكافٍ وليس هو الحل فالتهديد قائم ولكن فتح صفحات من العلاقات الأخوية الانسانية والاسلامية المستندة على التآزر والتكافل هو الكفيل بخلق التوازن والتراحم بين الدول الاسلامية والعربية. فيضانات الباكستان كانت أنموذجاً صارخاً للصمت .. ولاندري ما الذي يخفيه الله سبحانه وتعالى من غضب إلهي عمّن يصمت عن أذى ما , يصيب أخاه المسلم وأخاه الإنسان.