يعتقد البعض - بسبب التربية التي أعاقت ذهنه - أن من حقه ممارسة الوصاية على الغير بهدف الإساءة إلى الأوطان وخدمة الأطماع الخارجية الراغبة في زعزعة أمن واستقرار الغير, دون أن يدرك ذلك البعض المُسيّر بأن الشعوب قد بلغت درجة من الوعي المعرفي ولم تعد تقبل بمن يدنّس أرض الوطن أو يعرضه للخطر أو يسعى إلى تمزيق وحدة الصف الوطني, وقد اكتسبت الشعوب هذا الوعي المعرفي من تجارب الحياة وأدركت الشعوب أن قوتها وعزتها ومجدها في وحدتها ونبذها للمشاريع الخيانية التي تعيد الأوطان إلى عصور التخلف والعزلة والإذلال والقهر. إن الإهمال في تعميق مفهوم الوعي المعرفي بأهمية الولاء الوطني خطيئة ينبغي على الجهات القائمة على تربية النشء أن تتنبه إليه, وتقوم بمحاسبة الذين قصروا في تنشئة الأجيال على مبدأ “حب الوطن من الإيمان” , وأولئك الذين قصروا في غرس المعاني والدلالات الإنسانية والوطنية لتحية العلم في ساحات المدارس ,ولايجوز أن تمر هذه الأمور الخطيرة دون محاسبة ومراقبة الأداء التربوي في مجال التربية الوطنية, والتعرف على الذين مازال في قلوبهم مرض ,ومازالت أساليب التربية التي أعاقت أذهانهم وخلقت لهم إعاقة فكرية جعلتهم أشبه بالآله التي تردد ما سُجل في ذاكرتها , والعمل على منع إعادة نشر أساليب التأثير السلبي على مبدأ حب الوطن من الإيمان, والعمل على خلق وعي معرفي بخطورة الأفكار التي تحاول أن تسيء إلى الوطن أو تحاول أن تقلل من أهمية الثورة والوحدة , أو تنتقص من السيادة الوطنية , أو تنال من قدسية التراب الوطني , أو تقلل من أهمية الإرث الحضاري الإنساني للأجداد الذين صنعوا حضارة إنسانية مازالت شاهداً حياً على إبداعاتهم وإنجازاتهم. إن التأثير السلبي لأساليب الحقد والكراهية ومحاولة نقل هذه الأساليب الخطيرة إلى أذهان النشء قد خلق حالة من التردد لدى النشء الذي تعرض لمحاولة مسخ الهوية الوطنية , ولذلك ينبغي على الجهات المعنية التركيز على المدارس ومتابعة من يحاولون التأثير السلبي على الطلاب , والعمل على منعهم بل ومحاسبتهم في حالة الإصرار على الاستمرار في الانتقاص من قدسية مبدأ الولاء الوطني لأن القيام بهذا الواجب بجدية ومسئولية وأمانة وإخلاص هو الطريق الذي يزيل حالة التردد التي خلقها الحاقدون على الوطن , نأمل الجد في هذا السعي بإذن الله.