نجحنا في استضافة «خليجي 20» النجاح صنعه اليمنيون جميعاً ابتداءً بفخامة الأخ الرئيس مروراً بالحكومة وأجهزة الأمن وانتهاءً بالمواطن البسيط الذي شكل المضمون الفعلي لتلك اللوحة الرائعة التي افتخر واعتز بها اليمنيون جميعاً, شهد العرب بذلك النجاح.. وماذا بعد؟.. أن ننجح في تحقيق إنجاز يمني مرتبط بالزمن والمكان فذلك أمر مشروع يحسب لنا ويضاف إلى رصيدنا الحضاري ,الأهم في الأمر هو كيف نحافظ على ذلك النجاح، نعيد قراءته وتحليل احداثياته ,نقف بمصداقية ووضوح عند كل زاوية , نستعرض بموضوعية وأمانة الأداء والإدارة والصرف الفعلي ,نسبة الهدر والهبر ,حصة الفساد في هذه الخارطة , من أين جاء ومن خلال من تسرب؟ حصة المحسوبية والوساطة في لجان «خليجي 20»، الشفافية مطلوبة ,أن نكسب ثقتنا بأنفسنا ونستعيد قدرتنا الذاتية ستمكننا حتماً من اكتساب ثقة الآخرين بنا سواءً اخوتنا في مجلس التعاون الخليجي أو الأصدقاء في العالم، أو المانحين والمنظمات الدولية التي تترصد الأخطاء وتتبع كل خطوة نخطوها سلباً كانت أم إيجاباً. الأسئلة أو التقييم الذي طفا على السطح, انصب جله باتجاه مدرب المنتخب الوطني!انتهى إلى إقالته وإنهاء تعاقده، كأنه المتسبب الأول والأخير في ظهورنا بتلك الصورة, مع أنه وتلك حقيقة قد كان ضحية المحسوبية والتدخلات من قبل هذا أو ذاك، سواءً في تشكيل المنتخب أو في إدارته, فشل منتخب المحسوبية والوساطات في تسجيل نقطة واحدة تلك قدراته وامكانياته, النتيجة لن تتغيير ما لم يتم تغيير وعي القيادات في مؤسساتنا حيال هذا المرض العضال والمزمن في مجتمعنا اليمني. الملفت للنظر أن تلك الاحباطات وذاك العجز قوبل برد غير مسئول من قبل وزير الشباب وسخرية غير متوقعة من شخص مثله, كان الاعتذار خير رسالة للتغيير وتفادي الأخطاء, فالجمهور اليمني كريم ومتسامح. «خليجي 20» ونجاحنا فيه تنظيمياً وجماهيرياً صفحة إيجابية طويناها, يجب ألا نظل مبهورين بها ومخدرين بنجاحها، الجميع مشغول بها وكأنها آخر عمل نقوم به وآخر نقطة نصل إليها في مشوارنا الوطني والإقليمي, علينا أن ننتقل إلى ميادين أخرى أهم وأعظم من دورة الخليج هذه ,مؤسساتنا الوطنية تنتظر الإصلاح وإعادة البناء النوعي للعنصر البشري المتميز والقادر ,استنقاذها من الانحراف والانجراف باتجاه الخطأ والعشوائية والفوضى أن نتداركها اليوم فلربما عجزنا عن ذلك غداً.. رهاننا الأكبر بناء مؤسساتنا الوطنية بعيداً عن المحسوبية والعشوائية والقروية، استيعابنا للحاضر وحاجة البعد الإقليمي والدولي لنا ولحضورنا الفعلي,إدارة الحياة اليمنية بدون فساد أو اختلالات يساعد في قبول الآخرين لشراكتنا بدون تخوف أو شروط أو ارتياب , تحقيقنا للرهانات الكبرى التي تنتظرنا ستضع الدولة والمجتمع اليمني في مدارات الأفضلية والقدرة والفرصة التي نحتاجها.. هل نستطيع أن نجعل من هذا النجاح النسبي بوابتنا لصناعة نجاحات أخرى نكسب من خلالها أنفسنا وثقة الآخرين بنا واحترامهم لنا؟ إحداث تغييرات حقيقية تنتصر للكفاءة والقدرة في مؤسساتنا دون الالتفات للقرية والقبيلة ,أن نتخلى عن أمراضنا الاجتماعية التي تبدأ بالمحسوبية وتنتهي باللامبالاة، لأنها تستهلك امكانياتنا وطاقاتنا وتشوه سمعتنا وصورتنا. الوطن بحاجة إلى ثورة بيضاء تستهدف ميادين التربية والتعليم والثقافة والشباب والإعلام إن اردنا أن نحقق الرهانات الكبرى والحقيقية في مشروعنا اليمني، لأن تلك هي التي تُحفر في صفحات التاريخ وتحسب للمرحلة والقيادة. صحيفة الجمهورية عروس النجاح: التحية الخالصة لقيادة صحيفة الجمهورية وطاقمها الإبداعي والفني والإداري، حلتها الجديدة خلاصة جهد كبير يشكرون عليه, اضافاتها نوعية، من نجاح إلى نجاح. [email protected]