ماهي الديمقراطية التي تريد أن تنتهجها أحزاب اللقاء المشترك, وهي في هذا الموقف الرافض للانتخابات والاحتكام إلى صناديق الاقتراع, وفي عداء مباشر لمبدأ التداول السلمي للسلطة والمسيرة الديمقراطية, وأن كل ماتسعى إليه هو الانقضاض على نهجها وسلامتها؟. ألم تدرك أحزاب اللقاء المشترك أنها كانت قادرة خلال الأيام والشهور في الست السنوات الماضية قادرة أن تهيئ نفسها مع الجهد الوطني لما يعزز موقفها وتكيّفها مع العملية الديمقراطية, وكانت قادرة على استغلال هذه الفترة في العمل على إصلاح شأنها وأحوالها وتحسين صورتها ونواياها, بدلاً من التوجه نحو إشعال الوطن بأعمال الشغب والتمرد والعصيان, وصولاً لهذه الحالة التي وصلت إليها اليوم. فأي معترك تريده أحزاب اللقاء المشترك بعد هذه الحملة المسعورة, التي تقودها اليوم ضد الوطن ومسيرة وحدته ونهجه الديمقراطي, وبعد أن احتشدت مؤخراً في زقاق الشارع المؤدي إلى مبنى مجلس النواب في هذه الجمهرة الهزيلة المعلنة بها قبحها وتنكرها لكل ما تجاوزه الوطن في مسيرة وحدته ونهجه الديمقراطي من حالة الشتات والتمزق والفرقة وكل بؤر الصراعات, وماذا تفعل وهي في هذه الحالة من الهيستيريا وفقدان التوازن بعد أن أثبتت لها الانتخابات الرئاسية حجمها ونسبة تواجدها, التي لاتمكنها بأي حال من تحقيق ماتصبو إليه.. ولعلها الآن بعد أن فقدت الكثير من مؤيديها تحاول تحاشي خوض الانتخابات بأي شكل من الأشكال.. أو أنها في هذا المعترك الذي تعد له لتقويض الديمقراطية والتعددية السياسية لاتعي أننا ندرك أنها ليست إلا مؤامرة هي في هدفها وأبعادها ضد كل ماحققه هذا الوطن من منجزات وإنجاز حضاري؛ لأنها وهي في هذه الحالة من الهيستيريا وفقدان التوازن قد أصبحت لاتعي أن المواطن علي عبدالله صالح كان مدركاً منذ اللحظة الأولى التي استلم فيها السلطة بالانتخاب أن الشورى والديمقراطية هما طريق السلام والاستقرار لليمن, وأن الحوار هو المسلك الصحيح للسير على هذا الطريق, ولم تتوقف جهوده الوطنية عند هذا الحد, بل توسعت بإدراك وتفهم ومسئولية أن مطلب التعددية السياسية والحزبية أمرٌ مسلّم به, ولاتحقيق لهذا المطلب إلا إذا احتكم الجميع إلى مقررات النهج الديمقراطي, وإلى أحكام التداول السلمي للسلطة من خلال الانتخابات العامة والاحتكام لصناديق الاقتراع, وفيما يقرره صوت الشعب في اختيار جميع سلطاته من منطلق أن الشعب هو مصدر كل السلطات.