مستمر هو التوتر بين الكوريتين ليس في أن مفردة العدو صارت تتكرر في لهجات الوعد والوعيد وإنما في تصاعد الترمومتر البياني للمواجهة. وفيما تفرض كوريا الشمالية كلمتها بوجود مايسمى الردع، تستند الجنوبية على الظهر الامريكي، حيث توجد قوات امريكية مستعده للتدخل في أي مواجهة كورية محتملة. ولأن صديق عدوي هو عدوي وفق علم المنطق فإن كوريا الشمالية مستاءة دائماً من التحالف الامريكي - الياباني ولاتخفي تحسسها من ذلك، وهي تنطلق من ثنائية الفقر والقوة العسكرية، للتأكيد بأن المعبد إن سقط فلن تنجو منه الرؤوس بصرف النظر عن حسبة الاقتصاد وفارق الدخل القومي والحالة المعيشية للمواطنين في شبه القارة الكورية . ومن يتابع الظروف التي تحيط بصراع الكوريتين سيقف على حقيقة أن للقوى الدولية والإقليمية الضلع الأكبر في هذا الصراع منذ الحرب الكورية عام 1953 الذي شهد الحرب وأسس محطة طويلة للتوتر وانشداد الأعصاب وسباق التسلح طمعاً في حضور توازن الرعب أو توازن الردع . وإذا كان الشيء بالشيء يذكر فقد سبق لنا في اليمن أن احتربنا في زمن التشطير بذات التأثير الدولي والإقليمي، لكن إعلان الوحدة وتذويب الإرادتين في إرادة يمنية واحدة بعد ذلك مكننا من تجاوز الحالة الكورية المستمرة . الوضع المأزوم في كوريا المشطرة ينذر بالانتقال من الحرب الكلامية إلى الفعل، ولذلك ليس أقل من الأمنيات بأن يصل الكوريون إلى الحل، حيث لاحل لمشاكل التشطير إلا بالالتئام . والحمد لله على وحدة اليمن رغم توالد المعوقات.