أمام أحد المحاسبين في «السوبر ماركت»اكتشف أن ما أخذ من السلع الاستهلاكية أكبر مما يحمل جيبه من فلوس.. نظر إلى زوجته التي كانت إلى جانبه ففتحت هي الأخرى حقيبتها الوردية وأسعفته ببعض الأوراق النقدية التي كانت داخل الحقيبة.. غير أن الفلوس التي بحوزتهما بقيت أقل من الوفاء بمتطلبات الشراء.. حينها لم يكن هناك بد من إعادة النظر إلى محتويات عربة التسوق وإخراج بعض المشتريات بما يكفي للوفاء بما احتوته الفاتورة.. صحيح أن ما اشتراه هذا المتسوق وزوجته يكشف ظاهرياً عن كرم وربما عن دخل مرتفع.. لكن منظره وهو يحاول الموازنة بين الغطاء والوعاء ويستعين بحقيبة زوجته ثم يعيد بعض السلع كان منظراً يقطع القلب.. واعترف أنني حرصت على متابعة تفاصيل المشهد بل ومحتويات عربة التسوق، لأكتشف أنه كان بمقدوره أن يستغني عن بعض السلع بدلاً من أن يشتري ماهو مكرر.. زيتون أسود وزيتون أخضر.. أجبان من كل صنف وكذلك أدوات النظافة... الخ.. مثل تلك الورطة تتكرر في السوبر ماركت تحديداً وتعكس التأثير السلبي للابهار في السلع.. والروح الاستهلاكية المفرطة.. وعدم التفريق بين الضروري والترفي.. وعدم تحديد المتطلبات من البيت.. مهم جداً أن نشتري فقط مانحتاجه فعلاً وأن ندرك أن الفرق بين التسوق وبين الشراء على غير هدى ينتهي بتلك الحيرة التي تتكرر.. متى ندرك حسنات التسوق الذكي؟.