يرى بعض المفكرين أن الإصرار على ممارسة الخطأ بسبب العناد والمكابرة والنكاية يتحول إلى أسلوب دائم غير قابل للتعديل أو العودة إلى جادة الصواب, وكذلك الإصرار على الكذب يتحول إلى حالة غير قابلة لأن تقول الحقيقة ويصبح المعتمد على الكذب يصدق نفسه ولايرى الحقيقة إلا فيما يقوله هو .. وأخشى أن تكون بعض القوى الكيدية السياسية قد وصلت إلى هذه الدرجة من الانحراف في التفكير ,وأصبحت ترى الحقد باطلاً والباطل حقاً وأخشى كذلك أن يتحول الأمر إلى من يليهم نتيجة للإصرار على الكبر وعدم الاعتراف بالحقائق. إن المسئولية الوطنية تحتم على الكافة الوقوف أمام هذه الظاهرة بجدية , لأن التساهل بشأنها يؤثر على الأجيال ,ويخلف آثاراً سلبية على المجتمع وأمنه واستقراره, ولذلك ينبغي على الحكماء والعقلاء أن يقوموا بتصحيح الخلل ومنع الزلل وردم الهوة أو الفجوة القائمة بين الناس والمعرفة من خلال إحداث حالة من الفعل الوطني في أوساط الناس لتبصيرهم بالحقيقة وتنويرهم بالمعرفة, والتصدي لمن يتعمدون الكذب وتفنيد زيفهم ومنع انتشاره في أوساط البسطاء من الناس ,وهذا لايتم إلا من خلال الحركة الميدانية واللقاءات المباشرة بالناس وتوضيح الحقائق والسماح لاستفساراتهم والرد عليها بعلم ومعرفة تجلي الحقيقة وتوضحها للناس وتحصن المجتمع من هذه الأكاذيب التي تقود إلى إشعال نار الفتنة وزرع الحقد والكراهية وخلق الاقتتال والصراع. إن الذين يتعمدون الكذب والزيف وإخفاء الحقائق لم يعد لديهم غير ذلك , لأن الإفلاس الفكري والسياسي قد بلغ بهم درجة الانحطاط ,ناهيك عن أن الاستجابة المتسارعة لإنجاز المهام الوطنية جعلتهم أكثر هذياناً ,وخصوصاً مع حمى الانتخابات يحاولون إلباس الناس نظارات سوداء لا ترى إلا كل شيء أسود , ويحاولون حجب ضوء الشمس بأقوالهم وأفعالهم المنافية للحقيقة والموضوعية. إن الواجب الوطني والديني المقدس يفرض على الحكماء والنبلاء القيام بفضح الزيف ومد الناس بالمعرفة وعدم تركهم نهباً لصناع الزيف والخداع , من أجل الحفاظ على السلم الاجتماعي وتعزيز الوحدة الوطنية بإذن الله.