لم يتنبه أحد لما يسعى إليه دعاة الفتنة من خراب ودمار شامل اعتمد الساكتون على تلك الدعوات على زخرفة القول، ولم يدرسوا الواقع دراسة علمية، ولم يتحرّوا الحقيقة، ولم يكلفوا أنفسهم السؤال عن أبعاد تلك الدعوات التدميرية، ولم يقفوا وقفة مسئولة أمام الخلفيات التي تكمن وراء ذلك الحماس والتنظير لتثوير الشارع والدفع بالبسطاء من الناس إلى هاوية الهلاك. بل إن الذين انجرّوا خلف الدعوات المشبوهة اكتفوا بالتقليد وترديد ما يقوله الآخرون ويفعله النفعيون الانتهازيون الذين أثبتت تجارب الحياة السياسية أنهم لا يعيشون إلا في المستنقع الآسن، ولا تروق لهم رؤية اليمن متطوراً ومزدهراً على الإطلاق, وكأن هؤلاء نذروا حياتهم للشر والانتقام من الشعب لسبب ما. إن على الذين انجرّوا وراء موجة التقليد والمحاكاة أن يكونوا أكثر حصافة وإدراكاً للمغازي والأهداف التي يرمي إليها النفعيون والانتهازيون الذين ينظرون للفتنة ويشعلون الحرائق ويفتعلون الأزمات، وأن يقف الجميع أمام الفرص التي أتيحت للقوى السياسية من أجل المشاركة السياسية، والتي كان من أبرزها القبول بحكومة وحدة وطنية للإشراف على الانتخابات بدلاً من المزايدات والمكايدات ومحاولة هدم التنمية، ورغم ذلك رفض الداعون إلى إشعال الحرائق وتجار الحروب ذلك, وأصروا على تثوير الشارع والإضرار بالوطن والارتماء في أحضان الخارج. إن على العقلاء والنبلاء أن يقفوا وقفة جادة أمام الدعوات الشيطانية، وأمام البدائل التي يقدمها رئيس الجمهورية, وأن يقولوا الحقيقة كما هي، ولا يجوز الجري خلف الأوهام التدميرية، وأن نبرهن للشعب بالقول والعمل من هو مع دعاة الفتن وصُناع الأزمات وإشعال الحرائق وكفى مزايدة ومخادعة. فإذا كانوا صادقين بأنهم حريصون على مصالح الشعب فلماذا يصرّون على المضي في طريق التخريب والتدمير رغم أن طريق السلامة واضح ومطروح أمامهم؟!, ولذلك ينبغي العمل بجدية على منع عناصر الشر من فعل التدمير أو الدعوة إلى الفتنة والمضي بخطى واثقة بالله نحو الأفضل والأمثل الذي يحقق الخير العام بإذن الله.