الحرص على البلاد والعباد لايأتي عبر التثوير واستغلال البسطاء من الناس، ولكنه يأتي عبر المبادرة العملية التي تبرهن على مدى الجدية والمصداقية تجاه الصالح العام، وعدم تغليب المنافع الضيقة على حساب المنافع العامة للناس، ذلك هو الفعل الوطني الذي ينبغي الحديث عنه والإشادة به، فقد قدم الرئيس علي عبدالله صالح مبادرته الأخيرة في إطار السعي الجاد والمخلص لجلب المنافع العامة للناس كافة ودرء المفاسد التي يسعى إلى جلبها المتكئون على الاستقواء بالخارج والمتمترسون خلف أوهامهم وأحلامهم الشخصية التي استخدموا في سبيل الوصول إليها كل وسيلة شيطانية دون رادع من ضمير أو شعور بأمانة المسئولية. نعم.. إن ماقدمه الرئيس علي عبدالله صالح من المبادرات قد سدّ النوافذ والأبواب على أعمال العدوان والشر والتدمير التي تخطط له أياد آثمة لايروق لها رؤية الوطن في أمن وسلام، ولاتؤمن بالديمقراطية والتعددية السياسية بقدر ما تؤمن بالانتقام من الشعب والتشفي بما يجري في المحيط الاقليمي، ومثل هذه العناصر الحاقدة لايرضيها الاتجاه نحو السلام الاجتماعي ولايقنعها محاولة حقن الدماء، لأن مشروعها تدمير البلاد والعباد واحراق الأخضر واليابس في البلاد وتدمير منجزات الثورة والوحدة والقضاء على الأحلام والتطلعات المستقبلية. إن ماقدمه الرئيس علي عبدالله صالح أمام مجلسي النواب والشورى لم يكن غريباً على رجل بحجم اليمن نذر نفسه منذ السابع عشر من يوليو 1978م من أجل الأمن والاستقرار والتداول السلمي للسلطة في زمن لم يكن يعرف غير لغة المدافع والانقلابات، في زمن فرُّ فيه المجربون وخبراء السياسة وصمد هو في قلب المعمعة بشجاعة قلّ أن يوجد لها مثيل في تلك الفترة وأحدث نقلة نوعية في الحياة السياسية والتعددية والديمقراطية وأوصل البلاد إلى تحقيق إعادة لحمة الوطن في 22مايو 1990م، اللحمة التي كان المزايدون اليوم يرفضونها في ذلك اليوم. نعم تلك من سجايا الرجل العظيمة التي يتنكر لها المغامرون وأصحاب الطموحات غير المشروعة والفاشلون جماهيرياً والذين يستقوون على الشعب بالقوى الخارجية والذين يضرون بالسيادة الوطنية، ورغم كل ذلك قدم الرئيس هذه المبادرة, فهل سنجد صوت العقل والحكمة في الجاحدين؟ نأمل ذلك بإذن الله.