ثبت أن بعض الفضائيات تحاول أن تصنع أبطالاً وهميين، وأن هذه الفضائيات تسعى خلف الشخصيات الطامحة للشهرة, وتعمل على استضافتهم، لأنها رأت في ذلك الاتجاه فائدة لها كمؤسسة إعلامية تسعى أيضاً إلى النجومية والشهرة، ولم تعد الحقيقة والموضوعية والمهنية والحيادية تعني أحداً من الطرفين. والأكثر من ذلك أن بعض الفضائيات لم تعد لقيم الانتماء إلى جسد وروح الوطن العربي أهمية لديها تذكر، بل إن الغاية تبرر الوسيلة هي الفكرة العملية التي تسيطر على تلك الفضائيات، وقد هالني ما شاهدته في تلك الفضائيات من الزيف والكذب، وأوصلني إلى درجة القناعة أن هذا البعض أصبح بمثابة الأدوات التنفيذية المباشرة للمخططات الاستعمارية الهادفة إلى تقسيم المقسم وتجزئة المجزأ وتفتيت المفتت وتشطير المشطر وتقزيم المقزم، لكي لا تقوم للأمة العربية والإسلامية قائمة في خارطة العلاقات الدولية، ويظل الاستعمار الحديث هو المهيمن والمسيطر على ثروات الوطن العربي يعمل على نهبها ليل نهار. إن التفكير الموضوعي المنصف والأمين في الأحداث التي أججت لها تلك الفضائيات ورابطت من أجلها ليلاً ونهاراً في الشوارع العامة والميادين والحارات والأزقة والطرقات العامة في عموم الوطن العربي سيجد أن المستفيد الوحيد هو القوى المعادية للأمة العربية والإسلامية وبدرجة أساسية الكيان الصهيوني والعنصري والولايات المتحدةالأمريكية، وأن الخاسر الوحيد هو الوطن العربي بكل مكوناته الاجتماعية. ومن المؤسف أنني لم أجد صوتاً عربياً إسلامياً عاقلاً يقول الحقيقة في تلك الفضائيات, وإن حاول البعض ممن يتم الاتصال بهم أن يقول الحقيقة ويحذّر الشارع من الانجرار خلف المهزلة الاستعمارية الجديدة للوطن العربي, فإن المذيعين في تلك الفضائيات سرعان ما يبادرون إلى إنهاء الوقت والاعتذار للمشاهدين تحت ذرائع عدّة، وعندما تجد من يجلد الوطن العربي ويزيف الحقائق تخلق له وقتاً من العدم. إن الانجرار خلف التهويل والتحريض والتأجيج دون حساب للعواقب لن يخلّف إلا الندم على ذلك الفعل الهمجي، وعندها لن ينفع الوطن العربي العض على أصابع الندم، ولذلك فإنني أدعو كل الخيّرين في يمن الحكمة والإيمان أن يحكّموا العقل وأن يفوّتوا على العدو تمرير مخططه ويحافظوا على اليمن سليماً موحداً معافى من كل الفتن, لأن في بقائه كذلك خيراً للإنسانية كلها. وينبغي أن نقطع الطريق على أصحاب المشاريع الصغيرة وتجار الحروب وصنّاع الأزمات والفتن, وأن نعود جميعاً إلى الحوار, ولا يجوز أن نقلّد أحداً على الإطلاق, لأن اليمن أكبر من كل ذلك بإذن الله.