عندما يفقد البعض آداب الحوار ويلجأ إلى المغالطة والمكايدة والتدليس على الناس، يصبح قول الحقد والكراهية والبغض والفتنة هو المسيطر على عقله, فإن النتائج سلفاً لن تكون سليمة نظراً لهذا السلوك غير الإنساني الذي يسيطر على عقليات البعض الذين فضلوا الفتنة على الوئام ، والذين فضلوا التمزق على الوحدة ، وفضلوا الاحتكام إلى الطاغوت “الفوضى الخلاقة “ بدلاً من الاحتكام إلى كتاب الله وسنة رسوله الكريم ، عندما نجد هذه الصورة هي الموجودة في ساحة الفعل القائم على ما أسماه أعداء الإنسانية الفوضى الخلاقة فإن الواجب يحتم على البعض الآخر في المجتمع وهم رواد الخير والسلام والاجتماعي والإنساني الذين يتمتعون بالحكمة والإيمان وهم مصابيح الأمة التي ينبغي أن تشتعل نوراً يبدد ظلمات الذين يريدون الاحتكام إلى الطاغوت. إن حكماء الأمة وعلماءها لابد أن يفصحوا عن حقيقة الأمر ويقولوا كلمتهم التي تمحو آثار الفتنة وتحد من أوارها ولا يجوز السكوت عن الباطل أياً كان، وإذا لم يتكلموا بوضوح وعلانية وشفافية اليوم فمتى سينطقون؟، الآن الفوضى التي أسماها أعداء الأمة العربية والإسلامية “خلاقة” باتت تهدد كيان الأمة وتمزق روابطها وتفكك عراها وتحرق مبادئها وأخلاقها وتمس جوهر الإسلام, وتقضي على قيم المحبة والسلام وتخلف الاقتتال والتناحر. إن نداءنا لأصحاب الحكمة والإيمان نطلقه منذ وقت مبكر منذ أن خطط أعداء الأمة لمفهوم الفوضى الخلاقة, وقلنا إن واجب العقلاء والحكماء أن يقفوا أمام تداعيات هذا المفهوم الذي وصل إلى بلادنا وأن يعلنوا موقفاً واحداً موحداً حفاظاً على الوحدة الوطنية وصوناً للأمن والاستقرار وحقناً لدماء الناس, ومازلنا نجدد القول بأن على العلماء والحكماء والوجهاء وكل ذي تأثير طيب أن يقول كلمة الحق التي يراد بها الخير العام للناس كافة ولايجوز السكوت على هذه الأفعال التي لايعرفها مجتمعنا العربي المسلم الذي يتحلى بأخلاقيات الإسلام الحنيف, وقد جاء الوقت الذي ينبغي أن يوضع فيه حد لهذه الفوضى وهذا العبث الشيطاني, ونحن على يقين بأن حكماء البلاد قادرون على تجاوز هذا الخطر الداهم بإذن الله.