إن التفكير الذي يفكر به الناس هذه الأيام بما فيهم النخب السياسية, وقادة الأحزاب, هو تفكير قصير المدى, قليل الجدوى, لايتعدى بعض الشعارات التي هي بالنسبة للكثيرين مفتاح السعادة وسلّم الريادة. ووالله وتالله وبالله, لو علمنا أن هذه الشعارات ستجعلنا نعيش حياة أفضل ومستقبلاً أجمل, وتحل بها كل الأزمات,وتنتهي عندها جميع النكبات, ونسلم بعدها من العواقب الوخيمة, والمغبات العظيمة, والمستجدات الجسيمة, لو علمنا ذلك لهب الشعب عن بكرة أبيه هاتفاً بهذه الشعارات دون كلل أو ملل غير أن الحل ليس في هذه الشعارات لأنها كلها هراء وكذب وافتراء وخداع بلا مراء. ياليت قومي يعلمون ماذا سيحدث لهم من مصائب كبرى, ونوائب عظمى, تنزل بهذا الوطن فتفرّق أبناءه, وتمزق أشلاءه , وتهدم عمرانه, وتزعزع أركانه, وتذيقه مر العيش وتجرعه سم الحياة. أيها اليمنيون الكرام, لاتطلقوا العنان لأهوائكم ولاتفسحوا المجال أمام رغباتكم وإن هذا البلد العظيم مترع بالحكماء وغاصّ بالعقلاء, وإننا لنناشدهم الله أن يتلافوا الأمور ويسارعوا في إيجاد الحلول, ويخرجوا بهذا الوطن إلى بر الأمان, وساحل النجاة, ويدعوا كافة الأحزاب إلى التفكير بمصلحة الوطن أولاً, بعيداً عن المنازعات السياسية والمناكفات الحزبية والمصالح الذاتية والمطامع الشخصية. يا أبناء شعبنا العظيم: الوحدة .. الوحدة .. فهي الحصن الحصن, والسياج المنيع, وإننا قد انتظرنا تحقيقها طويلاً,فلاندعها تمر من بين أيدينا مرور الكرام, وتضيع في عشيّة وضحاها, ثم بعدها نقف على أطلالها, فنلطم الخدود, ونشق الجيوب, ونتحسّر على زمان وصالها, وأيام عناقها, ونندم ولات حين مندم. أيها الإخوة في الحزب الحاكم, أيها الإخوة في أحزاب اللقاء المشترك: الحكمة .. الحكمة.. فإن المصيبة إذا نزلت, فلن تستثني أحداً , وإن الكارثة إذا حلّت فلن تدع فرداً ولن تغادر عبداً , والجميع سيصبح كبش الفداء .. وياليت قومي يعلمون!!.