من الحقائق والدلائل الواضحة للعيان محاولات غربية لتغيير هوية المنطقة العربية منذ أن شنت الحروب ضد البلاد العربية ابتداءً من حرب وهزيمة 1967م وصولاً إلى الغزو واحتلال العراق الشقيق من قبل الولاياتالمتحدةالأمريكية وسرعان ماظهرت بشائر المخطط الغربي في تقسيم العراق وإشعال فتيل الفتن الطائفية بين السنة والشيعة وتعميق ثقافة الكراهية بين العرب والأكراد بالشكل الذي نتج عنه إصرار الأكراد على الانفصال عن العراق. ومجمل الحقائق والدلائل أنه من الضروري بمكان أن ينتبه العرب لمثل هذه الأفكار الاستراتيجية مع مظاهر فقدان الهوية العربية إعلامياً وثقافياً وسياسياً واقتصادياً في حين أن العرب لم يتمكنوا من تحقيق أي تقدم في مجال مواجهة المخططات الأجنبية للهيمنة على المنطقة وشعوبها بما يؤدي ذلك إلى بذل كل الجهود في سبيل استعادة الهوية العربية المفقودة وتأصيل الإحساس بهذه الهوية عبر مشروعات ومخططات ثقافية موجهة واستراتيجيات بين الدول العربية والتأكيد مجدداً على وزارات التربية والتعليم العربية بمسئوليتها الكبيرة في تطوير تعليم اللغة العربية والاهتمام بها وتوفير معلمين ومعلمات على أعلى مستوى لتبسيط القواعد النحوية والإملائية والتعبير الإنشائي الشفوي والتحريري وتزويد الدارسين من الشباب العربي بأمهات الكتب العربية في الآداب والعلوم للتعرف على التراث العربي العلمي والأدبي وعلوم البلاغة واستعادة الثقة لدى الجماهير العربية بثقافتها وقيمها الحضارية والإنسانية. بيد أن من الأسباب الهادفة إلى تسهيل تحقيق مخططات طمس الهوية لدى الجماهير العربية لأهدافها وقيمها وتراثها الحضاري افتقار عالمنا العربي لمنظومة التطور لمفهوم الإحساس العربي والوطني للثقافة العربية ومواجهة تلك المخططات الغربية للمساس بالثقافة والفكر العربي وبالتالي يجب الحفاظ على الهوية العربية وتمكين الشباب العربي من الاضطلاع بدورهم الثقافي والسياسي واطلاعهم على أبرز المنجزات المحققة في العلوم والآداب والرياضيات وغيرها من مجالات العلوم والفكر والفلسفة والتسلح بالفكر العربي لمواجهة سلوك التطرف والغلو والإرهاب والفوضى والعنف وهذا ما يعبر عن عمق الهوية وتفكك عناصرها الرئيسية. إن رسالة ديننا الإسلامي الحنيف جاءت للوحدة العربية الإسلامية ومجابهة التمزق والتجزئة والنظر واستلهام كل ما يؤدي إلى استعادة هويتنا العربية ودورنا كقوة فاعلة في المجتمع العربي والدولي ذلك أن كثيراً من الدلائل تؤكد مجدداً أنه من المستبعد تحقيق أي تقدم في مجال مواجهة المخططات الأجنبية للهيمنة على المنطقة العربية وشعوبها إلا ببذل كل الجهود في استعادة الهوية العربية وتحقيق الوحدة العربية والتضامن العربي ومواجهة المخاطر والتحديات الاقتصادية وحل الخلافات العربية عبر الحوار العربي المسؤول الذي يعد مظهراً من مظاهر الديمقراطية وتعزيز الهوية العربية. ولا ننسى هنا ما يمكن أن يلعبه الإعلام العربي على مختلف مداراته وقنواته من دور فاعل ومؤثر في لم اللحمة العربية وماتجسده الصحافة العربية من الحفاظ على اللغة العربية التي تمثل الأم لكل الثقافة العربية الإسلامية وما يسهم بالضرورة في تنمية الإحساس بالهوية العربية لدى الشباب العربي بما يؤمن مساهماتهم في برامج التنمية والتصدي لمحاولات التخريب الهمجي والعشوائي للنيل من منجزات الوطن العربي.