يفترض أن نعي ماذا تعني الشعارات التي نرفعها مثل شعار “إسقاط النظام” الذي يرفعه المعتصمون وهو شعار مطلق..يعني تدمير الدولة، وهذا بحد ذاته يؤدي إلى دخول البلاد في فتنة عارمة...كون تدمير الدولة نهاية لكل مؤسسات البلاد، ويصبح كلُّ مسئولاً عن نفسه ومن يعول أمنياً واستقراراً ومعيشة..وبهذا تصير البلاد إلى دوامة عاصفة من الفوضى العنيفة، ولن يقبل أحد بأحد كون الانتماءات الضيقة سوف تطفو إلى الواجهة مثل العصبيات القبلية، والعشائرية، والجهوية، والمذهبية، والسلالية والمناطقية وما شابه ذلك من العصبيات المقيتة، والتي ستؤدي إلى مواجهات عنيفة بين كل أبناء اليمن..ولم يعد هذا خافياً، فالأزمة الحالية قد قسمت الجميع، قسمت أبناء القبيلة الواحدة، وكذا انقسم العلماء ، وانقسم أصحاب الاتجاهات الدينية المتعددة، وانقسم أبناء الجهة الواحدة، والمحافظة الواحدة ، والمديرية الواحدة..بل لقد انقسم أبناء الأسرة الواحدة. ليس هذا وحسب فانهيار النظام، أي الدولة وغيابها سوف يشجع اللصوص، والعصابات على النهب والسلب والتخريب والتدمير والإحراق للعام والخاص دون تمييز أو تفريق..وهي كارثة لن يسلم منها أحد، إنها مصيبة ستصيب الجميع في السلطة ، وفي المعارضة وحتى في ساحات الاعتصامات وسوف تطالهم حتى إلى بيوتهم تنتهك الأرواح والأعراض والأموال..وهو ما يجب أن يعقله الجميع. هل نعي معنى “إسقاط النظام”؟ إنه كارثة ستأكل الأخضر واليابس تماماً كالنار التي لا تدع أمامها شيئاً إلا والتهمته، لأن النار عمياء لا ترى ولا تميز ولا تفرق، وهكذا هي الفوضى في ظل غياب الدولة..الأمر الذي يدعو الجميع لاستشعار مسؤولياتهم تجاه أنفسهم أولاً، والوطن ثانياً، وذلك بالعودة إلى النظام الذي قد وصلته الرسالة،وقرأها بوعي..والعمل معه وفق اجندة وطنية لإحداث الإصلاحات والتغييرات المطلوبة بما فيها انتقال النظام بهدوء وسلاسة، وبالتدريج وبطرق سلمية.