ليس في الأوقات العصيبة والقضايا المهمة والمصيرية وحدها ينبغي التفكير جيداً وضبط الحسابات ومعرفة حقيقة مايحدث وماقد يحدث إن لم يُحسن الناس التفكير وإدراك حقيقة المشاكل والحلول.. فكّر بعقلك لا بعقل الآخر, واسأل نفسك ماذا تريد أنت لا ماذا يريد الآخر؟ مهما يكن ذلك الآخر لاتفكر بما يرضيه وبما يريده هو لأن هذا مصادرة لعقلك وإرادتك.. اليوم نحن جميعاً أمام مرحلة خطيرة للغاية وعليها يتعلق مصير شعب بكامله فإذا فكرنا بماذا تريد قيادات الأحزاب والوجاهات الأخرى فإننا نكون قد سلمنا عقولنا ومصائرنا في الحاضر والمستقبل لتلك القيادات والأحزاب.. علينا أن نفكر بما يرضينا نحن لا بما يرضي زعامات الأحزاب ومشايخ المال السياسي.. المرحلة لاتحتمل هذا النوع من المخاطرة والمغامرة والنتائج سوف تكون كارثية بكل المقاييس لو تركنا الأمور تسير وفقاً لقناعات الأحزاب ومشايخ الأحزاب أو غيرهم ممن طفت مصالحهم على المشهد الراهن على ماسواها من مصالح هذا الشعب الذي وجد نفسه ومصيره بيد مجموعة من تجار السياسة وتجار الحروب تصلبت مواقفهم وسياساتهم وكأنهم قد عزموا النوايا على تفجير الأوضاع وإشعال شرارة الصراع لأنهم مع ضمان مصالحهم ولايهمهم أمر العامة من الناس الذين فقدوا اسطوانات الغاز في هذه الأزمة والأمور لم تزل كما يبدو تحت السيطرة, فماالذي سيحدث لو وصلت الأمور إلى مايريده تجار السياسة والحرب؟ كم من مقومات الحياة سوف يفقدها الناس لو وصلت الأوضاع إلى الحرب بأية صورة من الصور ونسأل الله ألا تصل, ويكفينا الله شر الأشرار وتجار الأزمات.. هنا يكون التفكير بعقل هو الأمان الحقيقي للشعب والمطلوب هو أن يفكر هذا الشعب بمصالحه وينبذ كل جهد يسعى أصحابه لإغلاق أبواب الحلول والمبادرات التي تحقق الوفاق الوطني والسلم الاجتماعي وتنزع فتيل صراع يوشك أن يشتعل بحكم تصلب المواقف ونوايا الأشرار من أصحاب المطامع والحسابات الخاصة.. هذا الشعب بحاجة ماسة لمن يقدم له ماينفعه في مختلف جوانب الحياة لا لمن يستخدمه وقوداً لمعركة المصالح وفي معركة«الجهاد» في الزمن الخطأ والمكان الخطأ وفي قضية خاطئة ولسوف يدرك من لم يدرك بعد حجم كل تلك الأخطاء الجسيمة التي تُزيّن في الوقت الراهن, ويعمل أصحاب الحسابات الخاصة جداً على تقديمها بصورة مضلّلة لخداع البسطاء من الناس.. ليس هناك من أحد من أصحاب الحقوق المشروعة والمطالب المشروعة يقبل بأن تتحول قضية حقوقه ومطالبه إلى أزمة تتبعها حرب وخراب ودمار وعداوات وأحقاد بين الناس.. الناس يبحثون عن الطريق الآمن لتحقيق تطلعاتهم وطموحاتهم في حياة تسودها الحرية ويغيب عنها الفقر والخوف, وما من أحد من أولئك سوف يقبل بالاتجاه نحو الأبواب المغلقة التي تُفتح على صراع دموي يذهب بما تبقى من مصالح الناس. لذلك نقول بأن علينا جميعاً أن نفكر باستقلالية تامة ومطلقة بعيداً عن تأثيرات المرحلة وبعيداً عن تشنجات وانفعالات قيادات الأحزاب والناطقين باسمها لنتفق معهم في بعض الأشياء ولكن ليس بالضرورة أن نسلم إليهم زمام عقولنا وحياتنا ليقودونا كيفما شاءت مصالحهم.. أولئك القيادات لن تصل إليهم أزمات الغاز وغيرها من الأزمات التي تعرف طريقها أولاً نحو البسطاء من الناس, فلنحذر جميعاً ولتنطق العقول الآن.