العنوان بتصرف من مثل عامي شهير, وأصله :«القبقبة للولي والفائدة للقيوم», وقد قصدنا بإيراده هنا إسقاطاً على واقع حال شبابنا في ساحات التغيير «الذين لا يزال هاجس الثورة مسيطراً على عقولهم وقلوبهم», فنراهم, والأسى يعصر أفئدتنا, يقاسون الحر والقر, ويتجرعون الإساءات والتمييز وعسس«الإخوان المسلمين» والتهميش, إن لم نقل التجويع, ومع ذلك يسخّْرون أنفسهم مطية للمقامرين والمغامرين والمزايدين في الحراج السياسي باسم ثورتهم الشبابية, فأصبح واقع الحال هذا ينطبق عليه ذلك المثل العامي. ولا أخفيكم أنني استغربت ذهاب وفد «المشترك» إلى المملكة العربية السعودية ولقائه بوزراء خارجية دول التعاون الخليجي يوم الأحد ( 2011/4/17م), من دون أن يشرك معه أي ممثل للثورة الشبابية أو على الأقل ممثل عن لجنتهم التنظيمية, وكأن «المشترك» وشركاءه وهم «مجلس التضامن» و «تحضيرية الحوار» هم من قدموا مباشرة من سوح التغيير, أوهم من قاسوا الأمرين في تلك الساحات. ومن عجيب ما نصادفه في هذا الزمن الردئ, بل وأسوأه وأقبحه أن يسرق حفنة من السياسيين الانتهازيين العجائز ثورة شبابية بأكملها في وضح النهار, على الرغم من أنها في البدء كانت ثورة مطلبية مشروعة هدفت إلى تغيير واقع حال هؤلاء الشباب وضمان مستقبلهم, وتجفيف منابع الفساد الذي كان وراء حرمان أغلبهم من التوظيف وغير ذلك فجاء هؤلاء الساسة المعتقون ليغروهم بفخامة الأخ الرئيس ويحضوهم على إسقاط النظام, فيجعلونهم يتقدمون الصفوف ويدخلون في مواجهات لا طائل لها, ليصبحوا في المحصلة الأخيرة كمن يأكل الثوم إنابة عن أفواه أولئك الساسة الذين لا يجيدون سوى الخطابة, وإطلاق الفتاوى, والتقاط الفرص والهبات وهي طائرة. وأعجب من ذلك قول ياسين نعمان رئيس «المشترك»- حالياً - ل «أخبار اليوم» رداً على ما أوضحته له حول امتعاض الشباب من عدم إشراكهم في الوفد, إذ قال بكل برود:«لماذا الامتعاض,... ولا أعرف أين المشكلة في هذا؟! نحن نتحدث بإسم الآخرين» ثم قال بلؤم وخبث سياسي:«عليهم أي الشباب أن يرتبوا أنفسهم لكي يحملوا قضيتهم, ولا احد يتكلم نيابة عنهم» { العدد(2297)- 2011/4/19م}, ولا تعليق لدينا سوى القول: متى سيفيق الشباب من (أفيون) المشترك وأحابيل وشراك المقامرين والمغامرين بوحدة وعزة وطن يتطلع إلى شبابه من أجل حلحلة مشاكلهم وطرح مطالبهم على السلطة بعقلانية, ثم الانطلاق لاستكمال مرحلة البناء والتعمير, بدلاً عن الانجرار وراء وعود السياسيين المعتقين الذين لا يهمهم سوى مصالحهم الحزبية و«الجيبية» الآتية والمستقبلية وما عدا ذلك فهو قبقبة وسقطِ متاع. قال الشاعر: وما للمرء خيرٌ في حياة إذا ما عُدًّ من سَقَط المتاع (قطري بن الفجاءة) [email protected]