يبدو أن البعض من الشباب لم يدركوا خطورة التعبئة الفكرية التي تتعمد بعض القوى السياسية ترسيخها في عقول النشء , ولم يدرك الشباب المستنيرون تلك الخطورة إلا عندما تحولت إلى فعل على أرض الواقع ,عندما قال الشباب المستنيرون الذين تخاذلوا عن واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في وقته وحينه: لا لهذا الفعل ,ولم يدركوا بأن الذين تربوا عليه قد غرست أفكار الظلام في أذهانهم وتمكنت من كل شيء في حياتهم ,وبات من الصعوبة نصحهم وإزالة ماعلق في أذهانهم من الغلو والتطرف والإرهاب, وأن محاولة إرجاع الذين مورست عليهم التنشئة الحزبية المخيفة تحتاج إلى وقت لإقناعهم. لقد تابع الشباب المستنيرون ذلك الفعل المجرم الذي تمارسه بعض القوى السياسية الكيدية مع الشباب الذين مازالت مستوياتهم الذهنية بسيطة , وكيف حشت القوى الظلامية عقول النشء بتلك الأفكار , بل وكان البعض من الشباب المستنيرين على مقربة من ذلك الفعل المجرم في كل الأديان والشرائع, فهل أدرك المستنيرون من الشباب أن تلك القوى الظلامية تجعل الشباب مجرد وسيلة للتدمير والتخريب لتحقيق اغراض سياسية رخيصة لاعلاقة للشباب بها؟ وهل فهم الشباب أن القوى الظلامية التي عملت على تعبئة الشباب لاتضع لهم وزناً في حياتها السياسية وأنهم وسيلة للوصول إلى غاية شيطانية يرفضها الشباب المستنيرون؟ لم يعد من بد في التفكير الجدي الذي يعيد للشباب هويتهم الوطنية وحريتهم المسلوبة من قبل قوى الظلام والكيد السياسي ,وهذا التفكير لابد أن يصحبه العمل الوطني والديني والإنساني الجاد من أجل إدراك الشباب المغرر بهم الذين غلبوا على أمرهم ,ويأتي في مقدمة من يقوم بهذا الواجب العظيم العلماء والمفكرون وأصحاب الرأي والشباب الذين كانوا على مقربة من تلك التعبئة وكانوا يستهينون بذلك الفعل المجرم ,لأن الشباب كافة أمانة في اعناق الجميع. إن الافعال التي تدور في الواقع السياسي تؤكد بأن الشباب لم يعد لهم من الأمر شيئ وأن حريتهم وأفكارهم قد سُلبت وتحول القول والفعل لقوى الظلام والتدمير , وأن الشباب ماهم إلا ضحية لهذه القوى التي تصيدت الشباب الأبرياء الذين لم تكن لديهم الخلفية الفكرية والثقافية الكافية لتحصين أنفسهم من ذلك الاستهداف المجرم , فهل حان الوقت لفهم المؤامرة على الوطن ووحدته وأمنه واستقراره؟ نأمل ذلك بإذن الله