الشعب اليمني صاحب تاريخ عريق صنع أمجاداً عبر مراحل ذلك التاريخ ، وليس وليد طفرة اقتصادية معينة ، بل لديه رصيد حضاري كبير فالتاريخ القديم والمعاصر زاخر بالحضارة اليمنية الإنسانية ، وحافل بإنجازات اليمنيين في مختلف المراحل ، التي خرّجت أعلاماً عظماء ملأوا الدنيا علماً ومعرفة ، وعلموا العالم إنسانية وأخلاقا ونبلاً ووفاءً لا نظير له في حياة الحضارات الإنسانية . إن الإصرار على التمسك بالشرعية الدستورية ورفض الانقلاب عليها دليل على البعد الحضاري الإنساني الذي اختطه اليمنيون منذ بداية إقرار التعددية الحزبية والسياسية مع قيام الجمهورية اليمنية في 22مايو 1990م ، وقد برهن اليمنيون على ذلك البعد الحضاري الإنساني من خلال الإصرار الدائم على الثبات والالتزام بالشرعية الدستورية في كل فعل وطني يمثل الإرادة الكلية للشعب ويرفض الغوغائية والهمجية ، ففي كل جمعة من جمع الخير والمحبة والوئام والسلام الاجتماعي تقدم الإرادة الكلية للشعب اليمني برهاناً عملياً جديداً يؤكد البعد الحضاري والإنساني لإنسان اليمن الرافض لأشكال الهمجية والإجرام . إن الإصرار على رفض الانقلاب على الشرعية الدستورية دليل كافٍ على الحس الحضاري والإنساني الذي تتمتع به الإرادة الكلية للشعب اليمني ، أما الذين يحاولون الانقلاب على الشرعية الدستورية ويرتكبون كل فعل محرم وينتهكون الأعراض ويحرقون ويدمرون الممتلكات العامة والخاصة ويقطعون الطريق ويقلقون الأمن ويسفكون الدماء، ويسلكون طريق الشر ويستخدمون كل وسيلة شيطانية فإنهم دون شك لا يمثلون اليمن ولا يعبرون بذلك السلوك الهمجي الا عن نزعاتهم العدوانية ، ونفسياتهم المريضة الأمارة بالسوء. إن الرسائل التي تقدمها الإرادة الكلية للشعب في كل جمعة من خلال خروج الملايين المؤيدة للشرعية الدستورية والمناصرة لكل فعل وطني إنساني واضحة المعالم من خلال الشعارات التي ترددها تلك الملايين من البشر التي تهتف بالخير والسلام والأمن والأمان وترفض الشر والعدوان ، على العالم أن يقارن بين منطق المحبة والسلام والوئام والتعايش السلمي وبين دعاة الفتن والاحتراب ، وقد آن الأوان لزوال الشر والعدوان وحان وقت الصواب والاستقرار بإذن الله .