قبل أيام هلّل العرب وكبروا لتوقيع اتفاق المصالحة الفلسطينية في القاهرة العاصمة المصرية, فقد رأوا التقاء محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية رئيس حركة فتح, وخالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس والذي كان شبه مستحيل في نظر معظم الفلسطينيين أنفسهم في الضفة والقطاع لما صدر عنهما من تصريحات متبادلة هجومية وتحميل كل منهما الآخر مسؤولية الانقسام واستمرار الحصار على غزة لمدة أربع سنوات إلى اليوم. ولقد نجحت القيادة المصرية الجديدة التي يمسك بزمامها الجيش في إقناع الزعيمين أو الشقيقين اللدودين فيما كانت كل الجهود المصرية في ظل النظام السابق قد فشلت من خلال عمر سليمان رئيس المخابرات في عهد مبارك الذي كان يقال بأنه وبحكم خبرته في العمل الاستخباراتي يملك دائماً الجديد الذي يرغب أو يرهب الشخص أثناء التحقيقات مع المقبوض عليهم بتهم سياسية في الداخل ويستخدم أو كان يستخدم نفس الأسلوب مع الفلسطينيين من كافة الحركات لتقريب وجهات نظرهم وانتزاع موافقاتهم على مقترحاته من أجل إحراز إعجاب وثقة رئيسه مبارك ومن خلفه أمريكا وإسرائيل ودول الغرب. أما اليوم فقد استجاب الطرفان أو الشخصان عباس ومشعل لآخر عرض من المسؤولين المصريين باغتنام الفرصة واستخلاص العبرة من الأوضاع والمستجدات في المنطقة والتي امتدت تأثيراتها إلى الضفة الغربية والمناطق الواقعة داخل الخط الأخضر أي المناطق التي احتلتها اسرائيل عام 48م حيث خرجت الجماهير في الضفة والقطاع بشكل رئيسي تطالب بإنهاء الانقسام وإصلاح ما أفسدته الفترة الممتدة من عام 2004م أي عام إعلان فوز حركة حماس في الانتخابات التشريعية فوزاً محققاً. وقد يكون مشعل رحّب بالوساطة المصرية الأخيرة بدون تحفظ وأكد أنه سيوافق على كل شيء يؤدي إلى عودة اللحمة وإزالة الحدود بين الضفة والقطاع نظراً لاندلاع مايسمى الانتفاضة في سوريا التي يوجد فيها مكتبه وقياداته, لأنه لم يعد لديه أي مكان يستضيفه والشخصيات القيادية من حوله بما فيها قيادات الجهاد الإسلامي والحركة الشعبية والجبهة الديمقراطية القيادة العامة. فما الذي حدث بعد توقيع الاتفاق قبل عشرة أيام حتى لم تزل نقطة التفتيش أو الحاجز الفلسطيني الذي يقابله حاجز فلسطيني آخر لايمكن العبور منهما إلى الضفة أو العكس إلا بعد تفتيش دقيق ينتج عنه أحياناً حجز بعض الشخصيات أو ردها إلى حيث كانت بدون إبداء الأسباب ولايعرف عنها إلا إذا تحدثت عنها الصحف والمواقع الإلكترونية والمحطات الفضائية؟! فالفلسطينيون عامة مستاؤون من تأخر فتح الحدود أمامهم في ما تبقى من أراضيهم المزروعة بالمستوطنات والحواجز الإسرائيلية.