أي رئيس أمريكي يصل إلى البيت الأبيض للفترة الرئاسية الأولى.. يصبح طامحاً في الفترة الرئاسية الثانية ولذلك يسخر فترته الرئاسية الأولى لخدمة طموحه في الحصول على فترة رئاسية ثانية، وهكذا كل رئيس أمريكي.. و“أوباما” الذي وصل إلى الرئاسة الأمريكية تحت شعار “نحن نريد التغيير” لايختلف عن أي رئيس أمريكي آخر.. فهو الآن يطمح للفوز بفترة رئاسية أمريكية ثانية.. فكل سياساته لم تختلف عن سياسات سابقيه.. وهي السعي لإرضاء القوى الأمريكية المؤثرة في الانتخابات، وخاصة القوى الاقتصادية، والقوى الصهيونية وعليه فإن سياسته الداخلية، والخارجية لم تتغير.. رغم أننا كنا نتفاءل أثناء حملته الرئاسية، وشعاراته، وإنتمائه إلى العرق الأسود المضطهد، وكونه يمتهن المحاماة، وبأحاديثه الحسنة عن المسلمين إذا بكل ما كان يعد به يذهب أدراج الرياح، ويذهب مذهب كل الرؤساء الأمريكان.. فلم يحقق الوعود الداخلية في الأزمة الاقتصادية والمشاكل الاجتماعية، والصحية للمجتمع.. لأنه أعجز من أن ينفذها في ظل السياسات الاقتصادية، والاجتماعية الداخلية التي ترغب بها الاحتكارات الرأسمالية والقوى الصهيونية.. والتي فرضت عليه أجندة الدولتين، والاعتراف بالدولة اليهودية، ولم يقدم شيئاً جديداً في السياسة الخارجية.. لكنه نجح أخيراً في الوصول إلى الشيخ أسامة بن لادن، واغتياله في مقر إقامته في باكستان ليضيف إلى رصيده الصهيوني رصيداً آخر علّه يعينه ويتمم له الوصول إلى فترة رئاسية ثانية للولايات المتحدة.. أما قضية مجاملته، ومنافقته للمسلمين.. فإنها لم تؤتِ ثمارها في تجميل وجه أمريكا القبيح في العالم.. فمازال الوجه الأمريكي قبيحاً عالمياً.. ولن يحسنه سوى تصحيح وتصويب سياسة الولاياتالمتحدة تجاه العالم الخارجي. على أي حال مازال وضع أوباما حتى الآن يبشر بنجاحه لفترة رئاسية ثانية، وقد زاد من هذا الاحتمال نجاحه في قتل الشيخ أسامة بن لادن.. واحتمال أنه يغير من سياسته والسياسة الأمريكية في الفترة الثانية.. لأنه لم يعد يطمح برئاسة ثالثة.. لأنه لاتوجد فترة رئاسية ثالثة في الولاياتالمتحدة.