على مدى شهور طويلة ومنذ اندلاع الأزمة السياسية في اليمن انعدمت أشياء كثيرة منها الغاز المنزلي وظلت مدينة القاعدة التابعة لمديرية ذي السفال بمحافظة إب محرومة من مادة الغاز المنزلي سوى ما يصل إليها من محافظة عدن أو بالأحرى تعبئة عدن التي يصل فيه سعر الاسطوانة المملوءة إلى أربعة آلاف ريال ناهيك عن أجور تكاليف نقلها إلى مختلف القرى والمناطق المختلفة، الأمر الذي دفع غالبية المواطنين ذوي الدخل المحدود ومعدمي الدخل إلى اللجوء إلى الاحتطاب وقطع الأشجار التي كانت تجمل قراهم. ومع حلول شهر رمضان المبارك استغل تجار مادة الغاز المنزلي هذا التوقيت بعد أن قاموا باحتكار المزيد من الغاز، على الرغم من أن الحكومة تحرص جاهدة على توفيره بشكل مستمر وباعوا الاسطوانة بثلاثة آلاف ريال، فيما آخرون باعوها بأكثر من ذلك، وكلما تحرك المواطنون إلى أي محطة في محافظة تعز قيل لهم بأن حصة مدينة القاعدة ومديرية ذي السفال في محافظة إب التي تتبعها إدارياً، وهناك في محافظة إب يقولون لهم بأن حصة المدينة من الغاز في محافظة تعز، وهكذا ظلت المدينة تتأرجح خائبة بين المحافظتين بلا غاز، الأمر الذي جعل التجار يستغلون هذا الموقف ويخلسون جلود الناس الغلابى برفع السعر أضعاف أضعاف، ولم يكن هناك ثمة جهة تقوم بمراقبتهم او محاسبتهم. الكثير ممن حذقوا هذه التجارة الرابحة وغالبيتهم ولدوا تجاراً جشعين في ظل هذه الأزمة بالذات استطاعوا أن يرفعوا رصيدهم من الصفر كما أضحى لهم (دينات) ومحلات تجارية مختلفة في ظل مغامرات أخرى خاضوها في السوق السوداء مع الديزل والبترول والكيروسين. منذ سنين ومدينة القاعدة التي يضم سوقها عدة قرى وعزل من محافظتي إبوتعز ظلت تمني نفسها أن يكون لها محطة غاز تقيها شر البحث عنه في مختلف المدن اليمنية، وتضاعف هذا التمني خلال شهر رمضان خصوصاً وقد كان ثمة محطة تتبع هذه المدينة أوقفت منذ أكثر من عشر سنوات وتبخرت آمال المواطنين فيها، ولم يخب هذا التمني خصوصاً في ظل العشر الأواخر التي استجاب فيها الله دعاء المعسرين من المواطنين الذين استشعروا ضرورة أن تكون هناك محطة تتبع هذه المدينة الطويلة العريضة، وبذل المجلس المحلي كافة الجهود لإعادة عمل هذه المحطة. الآمال تحققت بفتح المحطة التي تنتج ألفي دبة يومياً فضربت السوق السوداء، وتناقص سعر الاسطوانة إلى ألف وأربعمائة ريال في وقت ما زال سكان المدينة وما جاورها منذهلين من ذلك، وما زال سماسرة السوق السوداء يحاولون بشتى الطرق إغلاق هذه المحطة “محطة مدينة القاعدة” التي دمرت آمالهم الجشعة.