قرأت موضوع الدكتور محمد النهاري الذي نشر بتاريخ 16سبتمبر والذي تطرق فيه إلى موضوع أكثر من مهم كشف فيه عملية التلاعب والنهب للمال العام بأساليب وطرق ملتوية بالرغم أن تلك الأساليب أصبحت مكشوفة ويعلمها الصغير قبل الكبير، لكن ما باليد حيلة أو يافصيح لمن تصيح ذلك الموضوع تناول المشاريع الحكومية المختلفة سواءً كانت تعليمية أو صحية أو غيرها من المشاريع الخدمية التي تنفذها الحكومة سواءً كانت مدرجة في الخطط والبرامج الاقتصادية أو كانت مشاريع مقدمة من دول أو منظمات مختلفة لليمن. وما يتم من خلال تنفيذ تلك المشاريع من قبل المسئولين المباشرين من نهب لجزء كبير من تلك المشاريع وليس هناك من مشروع يتم تنفيذه إلا ويتم خصم مبلغ جزء من قيمة ذلك المشروع بالطرق المتعارف عليها بين المقاول ومن يستلم المشروع ومن يوقع على المبلغ المستحق للمقاول الذي أوكل إليه بناءه ولا يختلف اثنان أن التحايل لسرقة جزء من مخصصات هذا المشروع أو ذاك تكون على حساب المواصفات المتفق عليها وأصبح المقاولون لا يخافون من الرقابة أو المحاسبة في حال عدم نجاح المشروع من خلال عدم الالتزام بالمواصفات؛ لأنهم يدركون أنه لا أحد سوف يسائلهم من المسئولين المعنيين؛ لأنهم قد أخذوا حقهم من هؤلاء المقاولين بدليل أن هناك مباني لم تستكمل وإن استكملت تكون صُرفت عليها الملايين إلا أنها لم تدم لأكثر من سنة أو سنتين؛ نظراً للتحايل والغش في المواصفات وهذه مسألة بديهية؛ لأن المقاول لابد وأن يخصم ما يعطى للمعنيين بهذا المشروع من قيمة المشروع نفسه من خلال التحايل في المواد المستخدمة أو الجودة في العمل ولا أجانب الحقيقة إذا قلت بأنني سألت أحد الموظفين الكبار في إحدى الشركات التي تقوم برصف وسفلتة الشوارع وعلى مستوى الجمهورية فقلت له: لماذا يكون عملكم دائماً ضعيفا وغير متقن في الرصف والسفلتة كما نرى عكسه في الشركات الأجنبية المماثلة في بناء ورصف الطرق؟! فكان رده على الفور: المقاول المحلي سواءً أكان شركة أو فردا تفرض عليه عمولة نسبة لا تقل عن عشرين في المائة من قيمة المشروع لصالح المعنيين والمسئولين الذين سيستلمون المشروع عند استكماله وذلك بالطبع يؤثر سلباً على المواصفات التي تم الاتفاق عليها ومع ذلك تغيب الرقابة والمتابعة ويسلم المقاول المحلي من أذى المسئولين المباشرين على المشروع! إذاً بهذه الأساليب الملتوية يتم نهب المال العام، من هنا لابد وأن تكون هناك رقابة صارمة على المسئولين أو اللجان التي تستلم المشاريع المنجزة من قبل المقاولين هذا ما نتمناه!