ذكرى ثورة سبتمبر تطرح أسئلة على الحكام وعلى الشعب: هل استطاعت الثورة أن تحقق بجدارة أهدافها.. أن تواصل طموحاتها.. هل عثرت بعض الأهداف وماسبب تعثرها، هل هناك عقبات داخلية تحول دون إنجاز أهداف كبرى لم تحقق.. هل تمضي الأهداف المحققة نحو غاياتها وبدفع مضطرد كم نسبته.. وإذا كانت كل أهداف الثورة مطلوباً تحقيقها فهل هناك هدف له أولوية فماهي هذه الأهداف.؟ والمواطن بالذات من حقه أن يسأل حاكميه: إذا كان ايجاد جيش وطني يحمي الوطن ويدافع عن وجوده، فهل تحقق هذا الهدف.. هل القوات المسلحة تملك من الجاهزية مايجعلها قادرة على حماية مكتسبات الثورة وحماية مؤسسات الدولة.. هل تسير المنظومة الهجومية والدفاعية وفق الجيش الحديث، تسليحاً وتدريباً وتأهيلاً.. هل الروح المعنوية القتالية متوفرة لدى الضابط والجندي والقائد، إذا لم تكن هذه الروح موجودة فما أسباب ذلك؟.. هل تحقق هدف إيجاد مجتمع عادل ديمقراطي يستمد وجوده من الشرع الاسلامي الحنيف، وهذا هدف من أهداف الثورة.. هل تحقق العدل لأنه ركيزة هذا الهدف، إذا لم يتحقق فما أسباب ذلك؟.. هل تحقق انفتاح المجتمع اليمني على الأمم القريبة والبعيدة واكتساب خبرات معرفية ومهارات علمية تمد المجتمع اليمني بطاقات تدفعه نحو مستقبل زاهر، وهذا المعطى خلاصة أهداف الثورة. هل توقفت الثورة أم هي مستمرة.. إن هذه أسئلة يطرحها المجتمع اليمني، يطرحها على وجه التحديد الواقع اليمني، وتكون مهمة الاجابة عليها من مراكز البحوث التي يجب عليها أن تحشد الاختصاصيين من الباحثين للإجابة الواضحة، بعد أن يضمن الحكام والمحكومون جواً ديمقراطياً لتبتعد الإجابات عن متاهات اللف والدوران و(التقية) والحذلقة السوفسطائية التي تحول دون مواجهة المشكلات لفحصها وتجاوزها إلى الحلول المطلوبة. لايعقل أن نقترب من العيد الماسي للثورة والمتاريس القبيحة تملأ العاصمة وبارود الدبابات يسود فضاء صنعاء وشظايا المدرعات تقتل المارة.. إن هذا السلوك عدوان سافر على ثورة سبتمبر، بل عدوان على الإنسان اليمني الذي لما يستمتع بالثورة كما خطط لها وأراد. المواطن اليمني في مواجهة حية وحقيقية مع التخلف الذي لم يعد مجازاً بل حقيقة، أنصع مجابهة من الشمس.. إنه يتلقى العدوان في صدره الأعزل وفي مؤسساته التي لم يكتف الآثمون بسطو مقيت على خزائنها بل بعدوان صارخ وقح على مبانيها ومنشآتها. ولا نامت أعين الجبناء.