عندما تستخدم المسميات على غير حقيقتها وعندما تطلق المصطلحات على أحداث لا تنطبق عليها فإن المسميات والمصطلحات الحقيقية يطالها التشويه ، ولعل الداعمين للأحداث التي أخذت مسميات واسماء ارتجالية كانوا ومازالوا يدركون فوائد هذا الخلط والسطو على الاسماء لتشويه الأصول التي لها نفس الاسماء والمسميات من هنا نكتشف ان من بين أهم أسباب تعقيد الأزمة الراهنة هو حرص البعض على ان تأخذ اسماً غير اسمها الحقيقي ولهاثهم نحو تثبيت مسمى يكون له قداسة عندهم وعند غيرهم وفي ذات الوقت يسمح لهم بالعبث بكل شيء لأن المسمى يجيز ذلك ومن هنا نستطيع القول بأن هذا المسمى للاحداث الراهنة قد وضع أصحابه قبل غيرهم في مأزق واربك أوراق الحلول وخلطها وعقدها إذ كلما لاحت فرصة لحل الأزمة تذكروا ان اسمها يختلف وأن الاسم لا يسمح بهكذا حلول ولذلك أوقع المسمى الخطأ الجميع في تعقيدات الحلول وأبعدها عن متناول التفاهمات والمفاوضات والحوار. أراد البعض أن يجدوا لهم مكاناً في صفحات الثورات والتاريخ بعدما تقاعسوا وتهاونوا ورفضوا صفحات الثورة الحقيقية ضد حكم الإمامة التي اجمع الناس على فساد حقبتهم وظلمها وظلامها، غير ان أولئك البعض تهاونوا وتواطأوا فوجدوا أنفسهم خارج صفحات التاريخ وكذلك فعل البعض مع ثورة اكتوبر ضد الاستعمار البريطاني حين عملوا كعملاء له وحينما استلموا الهدايا والتحف والهبات المادية وحينما باعوا له الجزر والمناطق المحيطة بمستعمرة عدن آنذاك فوجدوا أنفسهم خارج حسابات وصفحات هذه الثورة، ثم جاءت الوحدة فوقف البعض ضدها وكفرها ورفض دستورها وهو ما كان يعني رفض الوحدة وهي بمثابة ثورة ثالثة في تاريخ اليمن المعاصر ولذلك لم يجد أولئك اسماءهم في صفحات مناضلي الثورة والوحدة ففكروا وفكروا ثم أعادوا التفكير وقرروا تحويل الأزمة في مسماها إلى ثورة ليكتبوا أنفسهم في صفحات ثورة ضد الناس وأمنهم واستقرارهم ووحدتهم وضد كل ما تحقق طيلة عمر الثورة اليمنية والوحدة المباركة ومن هنا تتضح حقيقة إصرار بعض الأحزاب والشخصيات على تحويل مسار الأزمة عن حقيقته لتعويض ما فاتهم وعلينا أن نلاحظ جميعاً ان الذين تشبعوا بالنضال الوطني وكان لهم تاريخ في دعم مسار الثورة والوحدة هم أقل الناس تعصباً للمسميات واقلهم جنوحاً نحو القتل والخراب والتدمير ومهما تدخلت السياسة وأقنعتهم بمسايرة بقية شركاء الأزمة لكنهم يظلون على دراية بالحقيقة وعندما يحين الوقت سيكشفون عن مواقفهم وعن رؤيتهم لحقيقة ما حدث وما سوف يحدث.. لايمكن لمن يدرك حقيقة الثورات والمطلع على مساراتها ان يقتنع بمسمى الأزمة الراهنة التي يراد لها ان تأخذ مسمى الثورة وهنا عقدة الأزمة وسر تعقيدها الذي فتح باباً للحرب الأهلية وربما يفتح أبواباً عدة في قادم الأزمة إن استمر الموقف يراوح مكانه وإن تمسك البعض بقدسية المسمى الراهن لديهم . أدرك أكثر الناس بأن هذه الأحداث بالمسمى الذي يراد لها قد أعادت البلد والعباد إلى الوراء عشرات السنين وضاعفت الهموم والمشكلات الخاصة والعامة وجعلت من الخدمات الأساسية مشكلة وأداة صراع وهو ما ينافي ويعارض المسمى الذي يعملون تحت رايته وفي كل الأحوال لا يمكن لضرب الخدمات الأساسية وتعطيل التعليم وتجويع الناس وقتلهم ان تصبح عناوين ثورة فهل يعقلون؟!