إن استهداف اليمن لم يكن حديثاً على الإطلاق بل منذ فجر التاريخ القديم؛ فالباحثون السياسيون يدركون أن اليمن محل أطماع الغير، نظراً لما تتميز به من موقع استراتيجي متميز مكنها من الإشراف على البحر العربي والمحيط الهندي والبحر الأحمر. ولعل الدراسات التاريخية القديمة قد أعطت نماذج لمحاولات السيطرة، وما يحدث اليوم من الاستهداف لكيان الدولة اليمنية لا يخرج عن ذلك الفعل العدواني من القوى الاستعمارية، فقط تغيرت اليوم المسميات والوسائل وتعددت الأساليب، وإذا كانت القوى الاستعمارية عبر التاريخ قد حاولت استخدام الغزو المباشر بالقوة العسكرية ولم تفلح فإنها اليوم تجرب وسائل أخرى غير مباشرة. إن المؤسف حقاً أن نجد آباراً داخلية تخدم العدو من خلال تحولها إلى أدوات عملية لتنفيذ رغبات أعداء اليمن، والبعض من تلك الأيادي قد لا تدرك أنها بأفعالها التخريبية والتدميرية خصوصاً في مجال إضعاف الجيش والأمن وتدمير الاقتصاد الوطني ومنع التعليم، وهذا البعض هم المغرر بهم الذين لديهم تعبئة فكرية خطيرة ضد الوطن وأمنه واستقراره ووحدته؛ لأن ذلك البعض غلب الولاء الحزبي والقبلي والأيديولوجي على الولاء الوطني، في حين أن القائمين على التعبئة الفكرية الخطيرة ضد الوطن يدركون أنهم يخدمون العدو عبر ذلك الفعل بل ويستلمون الثمن نقداً وعلناً تحت مسميات مختلفة. إن استهداف اليمن بات واضحاً ولم يعد يخفى على أحد من الناس، بل إن المواطن اليمني بات على درجة عالية من الوعي المعرفي، ولذلك كله فإن الصبر والجلد الذي تحمله المواطن اليمني خلال الأزمة السياسية الراهنة التي بلغ عمرها تسعة أشهر كان نتيجة لإدراك أبناء اليمن أن تدمير المؤسسات الاقتصادية وموارد الاقتصاد الوطني وإضعاف الجيش والأمن ومنع التعليم لا يمكن أن يكون عملاً وطنياً على الإطلاق، وإن خلف هذا الإجرام قوى خارجية تريد أن يكون اليمن ممزقاً وضعيفاً. ولذلك كله هب اليمنيون خلال الأزمة من أجل حماية شرعيتهم الدستورية واستمدوا قوتهم في ذلك من الاعتصام بحبل الله، وهم ماضون في سبيل عزة اليمن ووحدتها بإذن الله.