الأنظمة الرأسمالية تدس رأسها في الرمال، وتبتعد عن وضع اليد على أسباب الأزمة، وهي تعلمها “اختلال النظام برمته” وعدم صلاحيته لمواجهة الشعوب ومتطلباتها، إنه نظام يسرق ثروات وموارد الشعوب دون أن يقدم لها شيئاً، ولصالح الشركات.. إن الاقتصاديات الرأسمالية ليست في خدمة المجتمعات وهو خلل أدى إلى تركز المال في مصارف الشركات الرأسمالية، وتراكمها في يد حفنة رأسمالية.. وهو ما أدى إلى الفقر والبطالة والظلم والجشع والفساد، وانقطاع اكتمال الدورة النقدية، فتنامت الديون على الحكومات، وتفاقمت العجوزات في الموازنات ونتج كساد، وأفلس العديد من البنوك، وبدلاً من العلاج للأزمة قامت الحكومات بدعم المؤسسات والشركات المتهاوية بمئات المليارات وعلى حساب الشعوب ومن حساباتها المدخرة. لذلك الأزمة المالية، والاقتصادية تتفاقم لأنها لم تعالج بقدر ما تواجه بالمسكنات، والمهدئات، ومثل هذه المعالجات لا تلامس المرض، بقدر ما تهدئ وتسكن آلامه.. لكنه ينتشر ويكبر بهدوء وسكينة ويظهر ثانية أشد إيلاماً، ووجعاً.. وهذه مشكلة الرأسمالية التي تعاني من تباشير أزمة مالية واقتصادية مؤلمة، وموجعة للشعوب.. الشعوب التي بدأت تتطلع إلى تغيير النظام الرأسمالي،وبدأت تهتف لسقوطه وتنادي باقتصاديات الشعوب. إن الحركات المناهضة للرأسمالية في الغرب الرأسمالي بدأت تتسع فعلى غرار حركة “الغاضبون” نشأت حركة “احتلوا وول ستريت” وعلى غراره ولدت حركة في بريطانيا سميت ب«حركة احتلوا لندن».. النظام الرأسمالي يمضي نحو السقوط وسوف يسقط تحت وطأة الحركات الشعبية المعارضة والثائرة ضده وضد أنظمته السياسية، وديمقراطيته الرأسمالية لتنشأ أنظمة جديدة لخدمة الشعوب، وتستبدل الديمقراطية الرأسمالية بديمقراطية شعبية.