الأزمة المالية التي اجتاحت النظام الرأسمالي مع نهاية 2007م وأوائل 2008م لم تنته ،وما حدث لا يزيد عن مهدئات تُسكن الألم، بينما المرض مازال ينخر في الجسد الرأسمالي الذي تتزعمه الولاياتالمتحدة، والتي طفحت الأزمة النقدية “المالية” منها لتعم النظام الرأسمالي كله في أوروبا وبقية العالم ..على أن هذه الأزمة مازالت تعاني منها الرأسمالية، وتعاني من نتائجها أمراض أخرى مثل ارتفاع مديونيات العالم الرأسمالي، وانخفاض نموها الاقتصادي وارتفاع نسبة البطالة ..استمرار الحلول من خلال رفع سقف الديون والدعم الحكومي للمؤسسات الفاشلة والمنهارة، وهو ما أدى إلى استمرار المرض، واستفحاله وتضخمه دون معالجات ناجعة، بل رغم كل هذا مضى النظام الرأسمالي في حروب خارجية تكاليفها عالية مازالت تستنزف الخزائن الرأسمالية وهو ما يشهد على عدم كفاءة القيادات والأنظمة، والحكومات الرأسمالية، وعدم مبالاتها بمصالح واستقرار وأمن شعوبها بقدر ما يهمها تنفيذ الأجندة الرأسمالية للقوى الاقتصادية المهيمنة، والاحتكارية على حساب الشعوب التي بدأت تتفهم بعد تفاقم معاناتها أن النظام الرأسمالي ليس نظاماً للشعوب بقدر ما هو نظام لحفنة من أصحاب الشركات والخدمات المدنية والعسكرية. وزير الخزانة الأمريكي أعلن في 7/10/2013 أن بلاده مهددة بالإفلاس إذا لم يتم رفع سقف الدين.. وهو أمر ما زال موضع خلاف بين الكونغرس، والرئيس أوباما أي الكونغرس ذي الأغلبية الجمهورية والتي تعارض رفع سقف الدين، علماً بأن رفع سقف الدين بالنسبة للولايات المتحدة يشكل خطورة كبيرة، لأن ديون الولايات المتحد تصل إلى مئات التريليونات ،فتصور أن دولة هي الأولى في العالم تعاني من ثقل الديون، ومن المشاكل النقدية والبطالة وسقوط العديد من المؤسسات النقدية، والاقتصادية، رغم كل محاولات ضخ الإدارة الأمريكية لهذه المؤسسات بمئات المليارات ..وتصور أن هذه الدولة تعاني إداراتها من الشلل بسبب عدم توافر الموازنات اللازمة لها ..وحسب قناة« تب نيوز» سوف تصاب المحاكم الأمريكية بالشلل بعد الشلل الإداري. حتى الرئيس الأمريكي “أوباما” والذي كان مقرراً أن يحضر مؤتمر التعاون الأمريكي والآسيوي على ضفتي المحيط الهادي في دولة إندونيسيا بسبب توافر النفقات اللازمة لرحلته تلك ..بسبب تأخر الموافقة على الموازنة لذا اضطر إلى تكليف وزير خارجيته لحضور المؤتمر وهو الوزير جون كيري ..علماً أن المؤتمر ينعقد على مستوى رؤوساء الدول، وهذا يعني أن الوضع الأمريكي داخلياً في حالة سيئة من الناحية النقدية والاقتصادية، طبعاً الحالة الأوروبية تعاني من نفس الأمراض. هذه الأوضاع المالية والاقتصادية وقفت حائلاً بين أوباما وأتباعه في فرنساوبريطانيا من تنفيذ قراره بالعدوان على سورية، لأن البرلمان في بريطانياوالولاياتالمتحدة عارضا ولم يوافقا على الحرب ضد سورية ..المهم أن الوضع الرأسمالي في حالة متردية، في حين أن هناك بلداناً منتعشة اقتصادياً وعندها فائض مالي وتنمو بنسبة عالية سنوية أو على الأقل أنها آمنة اقتصادياً ومستقرة مالياً أمام الزلزال الذي سيدمر الرأسمالية. رابط المقال على الفيس بوك