حقاً وصدقاً لقد استحق فخامة الرئيس علي عبدالله صالح وبكل جدارة أن يوصف بالزعيم التاريخي نظراً لما تحلى به من حكمة سياسية طيلة سنوات حكمه بشهادة الجميع ومن ضمنهم خصومه السياسيون الذين يعترفون بذكاء فخامة الرئيس وحنكته السياسية ومرونته في التعامل مع الآخرين ومع المتغيرات السياسية الدولية في البيئة الخارجية، وكذلك مع متغيرات وإفرازات البيئة السياسية الداخلية والانفتاح على تلك المتغيرات والتعامل معها من خلال اتخاذ قرارات سياسية تواكب تلك المتغيرات وتتعامل معها وتواكب حركتها بقصد احتوائها وهو ما يعد فعلاً سياسياً غاية في الدهاء والعبقرية القيادية التي اتسمت بها شخصية فخامة الرئيس الذي وقع المبادرة الخليجية بعد نضوج ووضوح آليتها التنفيذية بما يجنب اليمن الفوضى والحرب الأهلية. إنه لشيء يبعث على الفخر والاعتزاز تلك الشهادات الدولية الكبيرة التي قلما نسمعها بحق زعماء آخرين والتي وردت من قبل قادة الدول العظمى في العالم مثل الرئيس الأمريكي اوباما الذي وصف توقيع فخامة الرئيس للمبادرة الخليجية بالخطوة التاريخية معرباً عن ترحيبه بتلك الخطوة ومؤكداً على وقوف الولاياتالمتحدةالامريكية إلى جانب اليمن, وكذلك شهادة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الذي وصف فخامة الرئيس بالزعيم التاريخي وهي شهادة كبيرة وعظيمة نظراً لأنها تأتي من زعيم أعلى هيئة دولية في العالم هي الأممالمتحدة, فضلاً عن شهادات المفكرين والكتاب الدوليين مثل ساندرا ايفانس الباحثة والناشطة الالمانية رئيسة مركز الدراسات الاستراتيجية العربية الالمانية التي وصفت فخامة الرئيس بالسياسي الداهية وكتبت مقالاً بعنوان الربيع العربي ينتحر في اليمن.. وأنا أقول إن من جعل الفوضى العربية تنتحر في اليمن هو خامة الرئيس علي عبدالله صالح الذي وقع المبادرة الخليجية بعد أن رسم آلية تنفيذية لها تجنب اليمن الانزلاق في أتون الحرب الأهلية وترسم طريقاً آمناً وسليماً لمستقبل أكثر ديمقراطية وبذلك يودع فخامة الرئيس السلطة وهو مرفوع الهامة بعد أن ضمن لوطنه الأمن والسلام وجنّبه الفوضى الخلاقة. إن أصدق العبارات وأجمل الكلمات وأنصع الصفحات هي تلك التي تقال في حق زعيم حكم البلاد ثلاثة عقود من الزمن تخللها الكثير من الإيجابيات والعديد من السلبيات، وهذا شيء طبيعي فنحن بشر وفخامة الرئيس بشر أصاب وأخطأ لكن في المحصلة النهائية نجد أن فخامته حقق لليمن الكثير من المنجزات التي تحسب له ومن أهمها المنجز التاريخي الكبير إعادة تحقيق الوحدة اليمنية في 22 مايو عام 1990م وقبلها إرساء دعائم الأمن والاستقرار في ربوع اليمن وخاصة المناطق الوسطى التي شهدت حرباً أهلية مطلع ثمانينيات القرن الماضي فكان بحق رجل السلام في زمن الحرب ورجل البناء في زمن السلم، وهو الزعيم الوحيد الذي ينطبق عليه هذا الوصف حينما كان يوصف زعماء آخرون بأنهم رجال الحرب والسلام عدا فخامة الرئيس الذي نستطيع وصفه برجل السلم في زمن الحرب ورجل البناء في زمن السلم, ذلك لأنه لم يكن يوماً من الأيام تواقاً للحرب إلا حينما كانت تفرض عليه ومع ذلك كان يسعى لإطفائها بكل وسيلة، كونه يؤمن بأن الحوار هو الحل, وفي زمن السلم شاهدنا فخامته وهو يدشن العديد من مشاريع البنية التحتية التي لا يتسع المجال لذكرها ولكنها أصبحت شواهد تاريخية تتحدث عن نفسها لكل من في قلبه مرض ولكل منكر أو متنكر لتلك المنجزات التاريخية العملاقة. وأخيرا أود القول للجميع إن فخامة الرئيس علي عبدالله صالح دخل التاريخ من أوسع أبوابه شاء من شاء وأبى من أبى. باحث بمركز الدراسات والبحوث اليمني [email protected]