العدوان الأمريكي يستهدف الحزم بالجوف ب15غارة منذ الصباح    الرهوي يناقش مع الوزير المحاقري إنشاء منصة للأسر المنتجة    بمتابعة من الزبيدي.. إضافة 120 ميجا لمحطة الطاقة الشمسية بعدن    الزعوري يبحث مع الأمم المتحدة تعزيز حماية وتمكين المرأة في اليمن    الكثيري يبحث مع فريدريش إيبرت فتح آفاق دعم دولي للجنوب    وزارة الشباب والرياضة تكرم موظفي الديوان العام ومكتب عدن بمناسبة عيد العمال    مؤسستي الكهرباء والمياه بذمار تحييان الذكرى السنوية للصرخة    مليون لكل لاعب.. مكافأة "خيالية" للأهلي السعودي بعد الفوز بأبطال آسيا    إلى رئيس الوزراء الجديد    كيف أصبح السيئ بطلاً؟    أرواحهم في رقبة رشاد العليمي.. وفاة رجل وزوجته في سيارتهما اختناقا هربا من الحر    القسام توقع قوة صهيونية بين قتيل وجريح بكمين مركب في خانيونس    الأرصاد تتوقع أمطاراً رعدية بالمناطق الساحلية والجبلية وطقساً حاراً بالمناطق الصحراوية    من أين تأتي قوة الحوثيين؟    تفاصيل جديدة لمقتل شاب دافع عن أرضه بالحسوة برصاص من داخل مسجد    بيع شهادات في جامعة عدن: الفاسد يُكافأ بمنصب رفيع (وثيقة)    شركات الطيران العالمية تلغي رحلاتها إلى كيان العدو بعد تحذيرات اليمن    تشيلسي يضرب ليفربول ويتمسك بأمل الأبطال    تدشين برنامج ترسيخ قيم النزاهة لطلاب الدورات الصيفية بمديرية الوحدة بأمانة العاصمة    وسائل إعلام غربية: صدمة في إسرائيل..الصاروخ اليمني يحرق مطار بن غوريون    نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور عبدالله العليمي يعزي في استشهاد عمر عبده فرحان    بدء تنفيذ قرار فرض حظر على الملاحة الجوية لمطارات الكيان    رسميًا.. بايرن ميونخ بطلًا للبوندسليجا    ورطة إسرائيل.. "أرو" و"ثاد" فشلا في اعتراض صاروخ الحوثيين    تدمير المؤسسة العسكرية الجنوبية مفتاح عودة صنعاء لحكم الجنوب    يادوب مرت علي 24 ساعة"... لكن بلا كهرباء!    وزير الصحة ومنظمات دولية يتفقدون مستشفى إسناد للطب النفسي    قدسية نصوص الشريعة    فيما مصير علي عشال ما يزال مجهولا .. مجهولون يختطفون عمه من وسط عدن    صرخةُ البراءة.. المسار والمسير    الاجتماع ال 19 للجمعية العامة يستعرض انجازات العام 2024م ومسيرة العطاء والتطور النوعي للشركة: «يمن موبايل» تحافظ على مركزها المالي وتوزع أعلى الارباح على المساهمين بنسبة 40 بالمائة    متى نعثر على وطن لا نحلم بمغادرته؟    تطور القدرات العسكرية والتصنيع الحربي    من أسبرطة إلى صنعاء: درس لم نتعلمه بعد    أمريكا بين صناعة الأساطير في هوليود وواقع الهشاشة    ملفات على طاولة بن بريك.. "الاقتصاد والخدمات واستعادة الدولة" هل يخترق جدار الأزمات؟    المصلحة الحقيقية    أول النصر صرخة    مرض الفشل الكلوي (3)    وسط إغلاق شامل للمحطات.. الحوثيون يفرضون تقنينًا جديدًا للوقود    التحذير من شراء الأراضي الواقعة ضمن حمى المواقع الأثرية    صنعاء .. طوابير سيارات واسطوانات أما محطات الوقود وشركتا النفط والغاز توضحان    إلى متى سيظل العبر طريق الموت ؟!!    دوي انفجارات في صنعاء بالتزامن مع تحليق للطيران    العشاري: احراق محتويات مكتب المعهد العالي للتوجيه والارشاد بصنعاء توجه إلغائي عنصري    نصيحة لبن بريك سالم: لا تقترب من ملف الكهرباء ولا نصوص الدستور    قيادي حوثي يفتتح صيدلية خاصة داخل حرم مستشفى العدين بإب    ريال مدريد يحقق فوزًا ثمينًا على سيلتا فيغو    أطباء تعز يسرقون "كُعال" مرضاهم (وثيقة)    لاعب في الدوري الإنجليزي يوقف المباراة بسبب إصابة الحكم    الأهلي السعودي يتوج بطلاً لكأس النخبة الآسيوية الأولى    المعهد الثقافي الفرنسي في القاهرة حاضنة للإبداع    - حكومة صنعاء تحذير من شراء الأراضي بمناطق معينة وإجراءات صارمة بحق المخالفين! اقرا ماهي المناطق ؟    "ألغام غرفة الأخبار".. كتاب إعلامي "مثير" للصحفي آلجي حسين    مقاومة الحوثي انتصار للحق و الحرية    مقاومة الحوثي انتصار للحق و الحرية    القاعدة الأساسية للأكل الصحي    الكوليرا تدق ناقوس الخطر في عدن ومحافظات مجاورة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قالوا إن السياسة الخارجية لليمن حققت نجاحات متميزة في ظل قيادة فخامة الرئيس علي عبدالله صالح سياسيون ودبلوماسيون ل" الجمهورية ":
ال 17 من يوليو علامة فاصلة في التاريخ اليمني المعاصر
نشر في الجمهورية يوم 17 - 07 - 2010

بمناسبة ذكرى تولي فخامة الرئيس علي عبدالله صالح دفة الحكم في البلاد تحتفل بلادنا وجماهير شعبنا الأبية بهذه المناسبة العظيمة والتي تصادف ال17 من يوليو اليوم التاريخي الذي تولى فيه فخامته حكم البلاد عبر مجلس الشعب التأسيسي آنذاك رغم الأحداث والعواصف التي كان يمر بها الوطن.وفي عودة سريعة إلى التاريخ استطاع فخامة الرئيس وبحنكته السياسية ورؤيته الثاقبة للأمور واعتماده على مبدأ الحوار والتفاهم أن يخرج البلاد من الأزمة التي كانت عليها، وأن يؤسس لعلاقات خارجية متينة ومتميزة وحل مشاكل الحدود وجذب الاستثمارات الأجنبية إلى البلاد وفي عهده حققت اليمن على المستويين الداخلي والخارجي نجاحات منقطعة النظير..
“الجمهورية” وبهذه المناسبة أجرت عدداً من اللقاءات مع شخصيات سياسية ودبلوماسية وخرجت بالحصيلة التالية:
السفير الدكتور عبدالقوي الإرياني مستشار وزير الخارجية عميد المعهد الدبلوماسي قال:
أولاً: أهنئ نفسي والقيادة السياسية والشعب اليمني بهذه المناسبة العظيمة مناسبة ذكرى تولي فخامة الرئيس علي عبدالله صالح قيادة البلاد، فنحن جميعاً نعرف الفترة الصعبة والحرجة التي تولى فيها فخامة الرئيس هذا المنصب، وفعلاً كانت صعبة جداً.. حينها كنت حديث العمل في وزارة الخارجية، وكنا جميعاً نقول: “الله يعين هذا القائد على قيادة البلاد” والحمد لله فخامة الرئيس استطاع الوقوف في وجه العواصف والأحداث وإخراج البلاد مما كانت عليه بالعقل والحكمة والحنكة السياسية، كما أدخل فخامته عنصراً هاماً في الدبلوماسية اليمنية وهو عنصر الحوار الذي هو فعلاً لحل كل المشاكل سواء الداخلية أو الخارجية، وصار هذا المبدأ أساسياً في سياستنا الخارجية حيث نحن في المجال الدبلوماسي نعمل وفقاً لهذا المنطلق وسيبقى كونه أثبت جدواه وأثمر بعلاقات دولية وطيدة نجني ثمارها اليوم على مختلف الأصعدة.. وهذا جاء وفقاً للسياسة الحكيمة التي انتهجها فخامة الرئيس منذ توليه دفة قيادة البلاد.
اليمن مصدر العروبة
وأضاف السفير الإرياني:
اليمن هي مصدر العروبة وبالتالي توجهاتها وحرصها الدائم على التضامن العربي وعلى الوحدة العربية من خلال تقديمها العديد من المبادرات من أجل إيجاد تكتل عربي يستطيع من خلاله الوطن العربي “أو المجتمع العربي” الوقوف بشموخ أمام تلك التكتلات التي وجدت.
الحقيقة اليمن تقدمت بمبادرات عدة منها مبادرة فخامة الرئيس لعقد اجتماعات الجامعة العربية بشكل دوري ونجحت، والمبادرة الأخرى وهي مبادرة إنشاء اتحاد الدول العربية لما من شأنه تحريك المياه الراكدة وإيجاد كيان عربي قوي يضاهي الكيانات الأخرى، وهناك اجتماعات على مستوى القمة كان آخرها القمة الخماسية في ليبيا وهناك أيضاً قمة استثنائية في أكتوبر المقبل ستناقش هذه المبادرة وتوصيات القمة الخماسية.. والحقيقة المبادرة اليمنية والتي لم تعد يمنية بل عربية تنطلق من حرص اليمن على وحدة الأمة العربية ونحن لا نطالب بالوحدة الاندماجية وإنما نأمل في أن تتخذ خطوات تدريجية لتفعيل العمل العربي المشترك الذي صرنا اليوم أكثر من أي وقت مضى بحاجة ماسة إليه.
سياسة حكيمة
وحول السياسة التي تميز بها فخامة الرئيس يقول السفير الإرياني:
الحقيقة أن فخامة الأخ الرئيس استطاع بسياسته الحكيمة أن يجنب اليمن الكثير من المشاكل انطلاقاً من حنكته ورؤيته البعيدة والثاقبة للأحداث والمتغيرات الداخلية والخارجية.. فاليمن مرت بمراحل صعبة جداً وتحديات كبيرة ولكننا استطعنا وبفضل قيادتنا السياسية أن نتجاوزها ونحفظ أمننا واستقرارنا وبالتالي ما أود قوله أنه بفضل هذه السياسة الحكيمة أصبحت اليمن اليوم تتمتع بعلاقات جيدة مع جميع دول العالم، والمجتمع الدولي يدعم اليمن وذلك نتيجة للسياسة الخارجية اليمنية المتميزة، نحن شركاء مع المجتمع الدولي في مكافحة الإرهاب، شركاء في التنمية، شركاء في الأمن والاستقرار في هذه المنطقة الحساسة وبالتالي فإن واقع السياسة الخارجية اليمنية سياسة ناجحة، وكما تعرف أن من يقود هذه السياسة هو فخامة الأخ الرئيس ونحن منفذين في وزارة الخارجية.. ولعل أبرز النجاحات التي حققتها السياسة الخارجية لليمن وجود علاقات جيدة مع كل دول العالم أهمها العلاقات الوطيدة والمتميزة مع دول مجلس التعاون الخليجي والدعم الذي تحظى به اليمن لأمنها واستقرارها ووحدتها.
ويرى أن الدعم السياسي مهم جداً ويأتي في الدرجة الأولى قبل الدعم الاقتصادي كونه حينما يكون هنالك دعم سياسي لليمن تستطيع التحرك لتمثيل برامجها التنموية وبالتالي اليمن كما قلت سابقاً علاقاتها متميزة مع الكل “مع الاتحاد الأوروبي منظمات الأمم المتحدة وغيرها” فهناك تعاون كبير في القضايا التي تهم المجتمع الدولي وتحظى أيضاً بشهادة ونحن هنا في المعهد الدبلوماسي استضفنا إحدى الشخصيات الكبيرة في الأمم المتحدة وهو المدير التنفيذي في المنطقة لمكافحة الإرهاب حيث أشاد بدور اليمن في مكافحة الإرهاب.. فالأمن والاستقرار يهمنا بدرجة أولى كدولة في هذه المنطقة وأيضاً يهم المجتمع الدولي وبالتالي نتعاون من أجل حفظ الأمن والاستقرار.
حاضرة بقوة
وأضاف السفير الإرياني:
اليمن حاضرة في كل المؤتمرات الإقليمية والدولية وخصوصاً التي تهم اليمن وكما تعرف الآن اليمن تترأس مجموعة ال”77 + الصين” وهي مجموعة مهمة في منظمة الأمم المتحدة ولها تأثير كبير على صانع القرار في العالم، كما أن اليمن تحضر اجتماعات مجلس التعاون الخليجي في حال دعوتها، ومؤتمرات القمة العربية حاضرة بكل إمكانياتها وأنت تعرف المبادرات التي تقدمها اليمن للقمم العربية، وبالتالي اليمن حاضرة وبقوة في كل المؤتمرات العربية والإقليمية والدولية.
ومن أهم النجاحات التي حققتها سياسة فخامة الأخ الرئيس هي حل مشكلة الحدود مع كلٍ من عمان والسعودية والتي تم حلها عن طريق الحوار والود حيث كانت هذه المشكلة نقطة حساسة ومؤثرة جداً على علاقاتنا مع هذه الدول الشقيقة إضافة إلى قضية جزيرة حنيش حيث أن هناك من كان يريد أن يورط اليمن في حرب لاتعرف عواقبها وليس لها معنى طالما أن هنالك بديلاً هو الحوار، وفخامة الأخ الرئيس أرسى مبدأ الحوار بعد توليه قيادة هذا البلد وبالتالي استخدم هذا المبدأ في كل مشاكلنا الحدودية والحمدلله كانت ناجحة جداً حيث استطعنا أن نجنب اليمن الكثير من المشاكل التي كان البعض يحاول أن يزج بلادنا فيها وهي ليست من الحكمة.
تفاعل كبير
وعن مبادرة اليمن وقيادتها السياسية في إيجاد الحلول للوضع العربي المأزوم يقول الإرياني:
اليمن تتفاعل مع القضايا العربية، صحيح أن إمكاناتنا محدودة ولكننا نقدم ماهو باستطاعتنا وحسب إمكاناتنا وبالتالي نشعر أن الوطن العربي الكبير بحاجة إلى تكتل جديد كون الجامعة العربية لم تحقق النجاحات التي كانت متوقعة منها وبالتالي نحن على الأقل نريد أن تفتح الحدود بين العالم العربي، فالمواطن العربي يواجه صعوبة كبيرة جداً في الحصول على تأشيرة لدول عربية وبسهولة جداً يحصل عليها لأي دولة أوروبية أو أمريكية أو أفريقية، ولهذا فإن هذه القضايا يجب أن نتجاوزها.. ولأن اليمن منبع العروبة فإن إحساسنا وثقافتنا وتراثنا عربي أصيل ولذلك المبادرات العربية تأتي من اليمن.. ونحن نسير بخطوات جادة نحو تفعيل العمل العربي المشترك.
ولاشك أن فخامة الأخ الرئيس هو من أرسى مداميك الأمن والاستقرار في اليمن.
ونشير إلى أن الفترات التي سبقت حكم الرئيس كانت فترات مشاكل وقلاقل وحروب أهلية وانقلابات ولم تشعر اليمن بالاستقرار الحقيقي إلا في عام 1980م بعد تولي فخامة الرئيس زمام البلاد طبعاً نحن دولة مؤثرة في المنطقة وقد تعرضنا لتحديات كبيرة ولكن بفضل الله تعالى وحكمة القيادة السياسية ممثلة بفخامة الرئيس علي عبدالله صالح استطعنا أن نتجاوز هذه التحديات والصعوبات، بل إنه بفضله أصبحت اليمن اليوم تتمتع بعلاقات متميزة مع الخارج وخصوصاً مع دول الخليج العربية.
الارتقاء بالعلاقات الخارجية
السفير محمد العشبي رئيس دائرة آسيا واستراليا بوزارة الخارجيةتحدث قائلاً:
ما من شك أن الدبلوماسية اليمنية لم يطرأ عليها خلال 32 عاماً أي تذبذبات، بل كانت مستقرة وظلت علاقاتنا بالعالم الخارجي متميزة وليس لنا عداء أو مشاكل أو توترات مع جيراننا في المحيط الإقليمي والدولي وهذا كله يعود إلى السياسة الحكيمة التي انتهجها فخامة الرئيس علي عبدالله صالح خلال هذه الفترة عن طريق التفاهم والحوار وللأمانة علاقاتنا مع دول العالم وخصوصاً دول آسيا من أفضل مايمكن وبالتالي يبقى هنا كيف نستثمر هذه العلاقات السياسية المتميزة مع العالم الخارجي وبالذات مع آسيا اقتصادياً.
منجزات سياسية عديدة
الدكتور أحمد العماد نائب عميد المعهد الدبلوماسي بوزارة الخارجية: حقيقة منذ تولي فخامة الأخ الرئيس قيادة البلاد تحقق خلالها العديد من المنجزات وهي أكبر بكثير مما كان متوقعاً في إطار العلاقات الدبلوماسية والتي من أهمها في نظري أن اليمن كانت أسيرة لكثير من مشاكل الحدود ونعرف تماماً أن مشكلة الحدود اليمنية السعودية توارثتها أجيال وأجيال منذ حتى ماقبل الثورة اليمنية المباركة إضافة إلى الحدود مع عمان وإريتيريا كون هذا الملف كان يمثل عبئاً كبيراً على السياسة اليمنية الخارجية والتي كانت السبب في الكثير من المشاكل وقد أدرك فخامة رئيس الجمهورية منذ الوهلة الأولى أنه مالم تنهض اليمن في حل مشاكلها الحدودية، مالم تحول الحدود إلى جسر من العلاقات الثنائية الطيبة تعزز بها التنمية الاقتصادية والاجتماعية فلن تكون لليمن قائمة سياسية، لذا عملت اليمن ممثلة بفخامة الأخ رئيس الجمهورية بجهد حثيث على حل هذه المشاكل الحدودية واستطاعت أن تنجز مالم ينجز في تاريخ اليمن على الإطلاق “ماقبل الوحدة والجمهورية والثورة” وصارت الحدود بعد أن كانت ممراً للتوتر والاعتداءات والمشاكل تمثل جسر للمحبة والعلاقات والتنمية في اتفاقية جدة وتحكيم حنيش واتفاقية لاضرر ولاضرار مع عمان وبالتالي أصبحت اليمن محاطة بسور أمن الحدود وهذا انعكس إيجاباً في علاقات اليمن الخارجية.. اتفاقية جدة اليمنية السعودية هي لم تكن فقط لتحسن العلاقات اليمنية السعودية وإنما هي أيضاً عملت على تحسين العلاقات اليمنية الخليجية وأعتبرها من أهم الإنجازات التي تحققت في إطار السياسة الخارجية لليمن، لأننا نعلم جميعاً مدى حساسية الحدود عادة في إثارة المشاكل والحروب وتدمير الاقتصاد في البلدان التي تعاني من نزاعات الحدود.. اليمن كانت تدار في فترات ماضية جداً عن طريق بوابات أخرى ولم يكن تعامل الدول الكبرى معها مباشرة وبالتالي استطاعت اليمن أن تتعامل مع كافة قضاياها مع كل الدول والمحاور وبدون وسيط وذلك بندية ومصالح وربطة علاقات متوازنة في فترة كان من الصعب أن يكون لدولة علاقات متوازنة خاصة في الحقبة التي كان المجتمع الدولي منقسم فيها إلى معسكرين شرقي وغربي، حيث كانت الدولة عادة إما محسوبة على المعسكر الشرقي أو أن تكون محسوبة على المعسكر الغربي كما كانت كثير من دول الجوار إلا اليمن في ظل سياسة فخامة الأخ رئيس الجمهورية استطاعت أن توجد لها علاقة متوازنة قائمة على المصالح بدون أي عدائية لأي دولة كانت مع كافة المعسكرات ومثلت بذلك نموذجاً قل أن يوجد في تلك الحقبة.. الحقيقة البصمات السياسية لفخامة الأخ الرئيس تدل على بعد رؤية وحكمة وبعيدة عن نظريات التآمر والتعالي والتدخل في الشئون الداخلية وهذا كله ساعد على أن تكون لليمن مكانة مرموقة واليوم نقطف ثماره حيث اليمن تسعى وتنجح وتلعب دوراً كبيراً في تعزيز العمل العربي المشترك وتقدم المبادرة تلو المبادرة في هذا الشأن إنطلاقاً من خبراتها وعلاقاتها المتميزة مع كافة الأطراف على المستوى الدولي والإقليمي والعربي.
دور محوري
وأضاف العماد: اليمن استثمرت العلاقات التي تربطها بمختلف دول الجوار وتلعب دوراً محورياً، نحن نعلم المبادرات اليمنية الأولى تلو الأخرى التي تقوم بها الجمهورية اليمنية في إطار تعزيز العمل العربي المشترك، ولولا مبادرة اليمن ما وجدنا حتى اليوم الانعقاد الدوري على مستوى القمة لجامعة الدول العربية وهذا كله كان بمبادرة يمنية.. اليوم صارت المبادرة اليمنية في إطار جامعة الدول العربية بعنوان الإتحاد العربي الذي تقدمت به اليمن أيضاً ومحور الاهتمام العربي المشترك وعقدت قمة خاصة مؤخراً في ليبيا هي القمة الخماسية لمناقشة هذه المبادرة.. اليمن إنطلاقاً من عروبتها الأصيلة وعمقها الديني وعلاقاتها المتوازنة مع كافة الدول وأيضاً إنطلاقاً من العلاقة الحميمية الخاصة التي تمكن فخامة الأخ الرئيس أن يربطها مع أشقائه من الملوك والزعماء والرؤساء واستثمرها في العمل جاهداً للملمة الصف العربي وتعزيز العمل العربي المشترك إدراكاً من اليمن أن الوضع العربي الراهن لم يعد بحال يستطيع مواجهة التحديات والمصاعب التي تواجهها الأمة العربية وصار من المهم أن يرقى إلى مستوى هذه التحديات وأن يتشكل في بوتقة أكثر فاعلية لمواجهة كافة المشاكل السياسية والأمنية والاقتصادية.
الوطن ومواقف القائد
السفير / أحمد حسن بن حسن رئيس دائرة التوثيق والمعلومات بوزارة الخارجية يقول:
السابع عشر من يوليو عام 1978م يوم تاريخي في صفحات التاريخ اليمني المعاصر، لان في ذلك الحين كان الوطن تعصف به الرياح و العواصف السياسية التي أدت إلى عدم استقراره ، وأمنه الداخلي ، الأمر الذي أدى إلى تشويه سمعته الخارجية بحيث أصبح يمثل صورة سيئة في أذهان الرأي العام الدولي ( في غضون عشرة أشهر ما بين تشرين الأول 1977 وتموز 1978م عاشت اليمن الشمالية مع أربعة رؤساء للدولة: أحوال اليمن الشمالية انذاك تسير من حال إلى حال في الاقتصاد: توقفت الحركة العمرانية ووصلت إلى مرحلة شبه الشلل و توقف التجار عن الاستيراد و قلت الموارد الأساسية و ارتفعت أسعار الحاجيات إلى مستويات جنونية فوق المستويات حركة بيع وشراء الأراضي وهي الموشر في صنعاء و الحديدة و تعز أصيبت بالشلل و الناس حيارى في ما تفعل بالتطوير العقاري. في الإدارة الحكومية:موظفون لا يعرفون مع من يتعاملون من أركان الدولة المتغيرين و المتبدلين بتبدل الرؤساء الأربعة...) هذا ما كتبه الصحفي حافظ إبراهيم خير الله في مجلة الدستور اللندنية في 15 أكتوبر 1979م عند بداية تقلد الرئيس علي عبد الله صالح سدة الحكم. وهكذا كانت أحوال اليمن كما وصفها هذا الصحفي العربي.
وأتذكر من قبل الاستدلال موقف يعبر عما كانت تعيشه البلاد في تلك الفترة من حالة يرثى لها فقد كنت اعمل في سفارتنا في بغداد في بداية عملي الدبلوماسي ( في أواخر 1977 وحتى أواخر عام 1978م في عهد الرئيس العراقي السابق المرحوم احمد حسن بكر) مع أحد أعمدة الدبلوماسية اليمنية الأستاذ الجليل و السفير القدير غالب على جميل ( أطال الله في عمره ) حينما وجه بفتح سجل العزاء في استشهاد رئيس مجلس القيادة احمد حسين الغشمي عملاً بالتوجيهات في إجراء مراسم الحداد المعتادة في مثل هذه الحالات و كان تعليق السلك الدبلوماسي وفي مقدمتهم السفراء المعزون على فتح سجلات العزاء المتكررة بالسفارة وفي فترة قصيرة بقولهم: متى تقوم السفارة بعمل استقبال ، لأنه تكرر استقبال السفارة للمسئولين العراقيين للعزاء ( وعلى رأسهم وزير الخارجية حينذاك سعدون حمادي) وكانت السفارة قد قامت بفتح سجل العزاء لعدد من مسئولي الدولة ومنهم رئيس مجلس القيادة إبراهيم الحمدي ومن قبله عزاء لاستشهاد رئيس مجلس الوزراء القاضي عبد الله الحجري ورفقائه، وقبله أيضاً لاستشهاد النعمان الابن أي الأستاذ محمد احمد نعمان. و كان رأي الدبلوماسيين صائبا وما جرى في السفارة كان يعبر عن ما يجري في الوطن.
أما الموقف الذي مازلت أتذكره وفي فترة العمل في بغداد الآنفة الذكر، و أثناء اجتماع وزراء الخارجية العرب و الذي كان يمهد لمؤتمر القمة العربي الشهير و بما تسمى قمة بغداد وكان أهم المواضيع المطروحة على جدول المناقشة هو خروج مصر من الجامعة العربية وتجميد عضويتها ونقل مقر الجامعة من القاهرة بسبب اتفاقية كامب ديفيد بين مصر و إسرائيل، فقد تسلمت السفارة برقية بالشفرة قمت بفتحها بحكم مهامي بالسفارة بتوجيهات من فخامة الأخ الرئيس القائد و لا يزال في عامه الأول من تسلمه مقاليد الأمور في البلاد، تقضي بما معناه بالوقوف مع مصر الشقيقة عرفاناً وتقديراً للمواقف المصرية التي وقفتها مع الثورة وقدمت الدعم لها بكافة أشكاله بما فيها دماء الشهداء المصريين الزكية مع إخوانهم اليمنيين على سهول و جبال اليمن إنما لمسة وفاء الإنسان اليمني الملتزم بالقيم و الأعراف العربية الأصيلة. إلا أن موقف اليمن بعد ذلك تغير بعد تبلور المواقف العربية في هذا المؤتمر وحتى لا تتهم بلدنا بالخروج عن الإجماع العربي وبررت القرارات بأنها لا تمس الشعب المصري بقدر ما تمس النظام وكذا بسبب الضغوط السياسية العربية كل طرف علي الآخر والتكتل فيما بينهم وبروز تكتل مجموعة الصمود والتصدي في حينه المكونة من ست دول عربية الشطر الجنوبي من الوطن وسوريا والعراق والجزائر وليبيا وفلسطين . القرار صدر بإجماع عربي ما عدا السودان و سلطنة عمان التي مثلهما في مؤتمر بغداد سواءً على مستوى الوزراء أو القادة هما سفيرهما في بغداد. أما شطري اليمن فقد مثلهما القاضي عبد الكريم العرشي وعلي ناصر محمد والموقف الأخر وأثناء عملي كقائم بالأعمال بالسفارة في اسمرا والتي جاءت بعد الاحتلال الموقف لفخامة الأخ الرئيس بالرغم من الدعوات الحثيثة و الأصوات الشاذة من هنا وهناك لمواصلة القتال من منطلق أن اليمن صاحبة حق لا يمكن التنازل عنه و بالإمكان استعادته بالوسائل السلمية والحضارية طالما أن هناك ثقة بما تملكه بلادنا من وثائق تاريخية مختلفة بما فيها الخرائط لحوالي 300 عام.
لقد تم إنقاذ بعض الصيادين الإريتريين بالقرب من السواحل اليمنية، قبل صدور حكم التحكيم الدولي وكانت العلاقات الثنائية بين البلدين متوترة. وكان رأي السفارة و بعض الآراء في الخارجية أن لا يتم إطلاقهم إلا بعد الإفراج عن الصيادين اليمنيين المحتجزين لدى السلطات الإريترية من منطلق مبدأ المعاملة بالمثل، إلا أن توجيهات فخامة الأخ الرئيس القائد (حفظه الله) والذي يحمل القلب الإنساني بالدرجة الأولى والفكر السياسي الحكيم ، تقضي بتقديم كافة المساعدة و العلاج و المعاملة الحسنة وسرعة الإفراج عنهم وعودتهم إلى بلادهم بأسرع ما يمكن من منطلق تعزيز العلاقات بين الشعبين اليمني و الإريتري و حسن الجوار وان العلاقات بين البلدين و الشعبين لن تظل على هذا النحو إلى ما لا نهاية. وكان قراراً حكيماً و صائباً. وأثبتت الأيام ذلك بعد صدور حكم التحكيم الدولي في 9 أكتوبر 1999 لصالح اليمن عادت العلاقات إلى ما كانت عليه تارة إلى الأفضل و تارة للعكس بسبب مشاكل الاصطياد. وما أكثر المواقف لفخامة الأخ الرئيس على عبد الله صالح طيلة المسيرة التي قادها لأكثر من 3 عقود من الزمان برهنت على انه رائد اليمن و محقق منجزاتها الكثيرة و المتعددة في كافة المجالات وأكد على قيادته للبلاد بفكر صائب و بحكمة قديرة مع ما واجهته اليمن من مشاكل عصيبة ومصاعب كبيرة كادت تدك بالوطن و تعيده إلى مساره السابق و المشار إليه في مقالة الصحفي اللبناني العربي في بداية هذه السطور وفي أواخر السبعينيات.
أهمية مفصلية
عبد الواحد هواش نائب امين سر حزب البعث ما من شك ... ولا يمكن لمنصفٍ متجردٍ من الغرض ومن النفس الأمارة بالسَوء ، إلاً أن يقر بأن ال17من تموز/يوليو 1978م ، كان في كل الحسابات يوماً فارقاً في تاريخ اليمن الحديث ، أسًس بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى القواعد الأولى للعمل الديمقراطي في يمن الثورة والجمهورية .. وأحدث في يومه ذاك – من خلال إرادة سياسية صائبة وشجاعة – نقلة تاريخية نوعية في حياة اليمنيين وفي مسيرة ثورتهم ونظامهم الجمهوري وفي هيكلية وفلسفة إدارة الدولة بالإرادة الشعبية.. نقلة ، أعادت للشعب اعتباره وإرادته التي أهدرتها وصادرتها نُظم وأجهزة القمع والتغييب طيلة 16عاماً من عمر الثور المجيدة ، وأنهت مظالم وانتهاكات زوار “ الفجر والظهر والعصر والليل «الذين كانت مهماتهم القمعية الوحشية على مدار الساعة لا تهدأ ولا تنقطع حتى في العطلات الرسمية وأعياد الله ، في حق كل من يتجاسر ويتفوه بكلمة نقدٍ واحدة على الأوضاع السائدة حينها أو يشتبه – مجرد اشتباه – بانتمائه لحزبٍ أو تنظيمٍ سياسي أو حتى جمعية خيرية دون علم أجهزة الأمن !!؟.
إن ال17من تموز/يوليو1978م – على أهمية ومفصلية ما أحدثه من تغيير جوهري في نظام الحكم لصالح جماهير الشعب – فإنه بالنسبة لنا السياسيين الذين كنًا «زبائن دائمين» على ولائم القمع وأقبيتها الموحشة قبل ال17من تموز/يوليو1978م – حدث حقق لنا ما كناً نصبوا إليه ونأمل تحقيقه ، من حريةٍ في التعبير عن آرائنا ورؤانا ، ومن فرصٍ للمشاركة في رسم مستقبل اليمن كانت محرًمة على كل رأيٍ وموقف ، والأهم ، أبعد عنًا عذابات ومعانات القمع والمطاردات والملاحقات والخوف من المجهول !! .. ولن أكون مبالغاً إذا قلت: .. إنً هذا الحدث التاريخي الذي تجسد في يوم ال17تموز/يوليو1978م ، كان من أهم العوامل الدافعة والجاذبة للجماهير وقواها الخيرة باتجاه المطالبة بإعادة توحيد اليمن والإسراع في استكمال خطواتها التي أجهضتها ثقافة الشمولية ، لأنها – أي الجماهير – وجدت نفسها – وللمرة الأولى – أمام إرادة وطنية أنقذتها من واقعٍ شمولي – شطري يسومها سوء العذاب ويعرٍض مكاسبها في الثورة وآمالها في الوحدة والبناء والتنمية والتقدم والديمقراطية لأفدح الخسائر وأكبر الأخطار .. ووجدت نفسها أمام مشروع وطني طالما حلمت به قبل الثورة وبعدها ، يحفظ كرامة المواطن ويصون ويحمي الوطن .. مشروعٍ ، تكون فيه الجماهير هي هدف هذا المشروع ووسيلته معاً ، تحقيقاً لحلم الشعوب والأمم المتمثل “ بحكم الشعب نفسه بنفسه ولنفسه “.. ومن يتفحص مسيرة ال32عاماً الماضية ، يجد إنً ال17من تموز /يوليو1978م – على كل ما اعترى المسيرة من نجاحات وإخفاقات – مثل الطوبة الأولى في بنائنا الديمقراطي – التعددي الذي يمثل اليوم هوية دولة الوحدة المباركة .. إنه بحق “ يوم الديمقراطية في اليمن» .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.