محمد بلحيته السلفية الطويلة متنمنطق بندقيته في منطقة دماج بمحافظة صعدة ..ذلك التمنطق، كما يقول: استعداداً لأي هجوم قد يقوم به الحوثيون بعد قتال شرس دام بينهم أكثر من ثلاثة أشهر ،وكما يقول محمد: لم يكن لديهم سوى الزبيب والماء هو ما يسدون به رمقهم . دماج التي تبعد عن مدينة صعدة بحوالي خمسين كيلومتراً غير معبدة ،وتحيط بها الجبال من شتى الاتجاهات ..سكانها يصل أعدادهم إلى أكثر من اثني عشر ألف نسمة ويشمل هذا العدد طلاب معهد دماج للعلوم الشرعية الذي يديره يحيى الحجوري ..ويدرس الطلاب في هذا المعهد من ثمانينيات القرن المنصرم حين كان يرأسه الراحل مقبل الوادعي ،وتشتهر منطقة دماج بزراعة العنب ،فكان محصول الزبيب هو ذخيرة العمر التي صدت عنهم غول جوع أيام الحصار كما يقولون . الناس في دماج، يبالغون في التشدد في كل أمور حياتهم..الأجانب من الطلاب اعتنقوا تلك التعاليم وصارت لازمة من لوازم حياتهم. كثيرون هم القتلى الذين سقطوا من الجانبين السلفي والحوثي وآثار الرصاص والمتاريس المبتسمة ببشاعة لم تنمحِ بعد...السلفيون يقولون: إن قتلاهم تجاوزوا الثلاثة وسبعين والحوثيون يقولون: إن قتلاهم بلا حصر،والمصيبة الكبرى أن كل الدماء يمنية . يقول أحد الشباب الحوثيين: إن هناك أطرافاً لم يسمها هي المتسببة في اندلاع القتال بينهم وبين السلفيين ،وعبر عن حزنه على كل القتلى الذين سقطوا في الاشتباكات بين الجانبين. شاب سلفي أكد أن القتال مع الحوثيين ليس أكثر من مذهبي، مؤكداً في الوقت ذاته أن منطقة دماج تعد حجر عثرة أمام الامتداد الحوثي في الوقت الذي ينفي الحوثيون ذلك مؤكدين أن السلفيين هم الأكثر تشدداً في ضرورة طاعة الحاكم أو الرئيس مهما كان ظالماً ،ولا يجوز الخروج عن طاعته في الوقت الذي يرى الحوثيون عكس ذلك، مؤكدين أن السلفيين شاركوا في القتال مع النظام في الحروب الستة السابقة.،وهذا ما يؤجج الحقد بين الطرفين. أحد السلفيين الأجانب وهو من طاجكيستان وضع على وجهه قناع خشية أن يقع صيداً في أعين الكاميرا فيقع في النار، كما يقول الشيخ الحجوري في فتواه وكثير هم الأجانب من مختلف الجنسيات في تلك المنطقة لدراسة العلوم الشرعية وشاركوا في القتال ضد الحوثيين ،كما أن الكثير من الشباب من أبناء المحافظات اليمنية قد سكنوا هناك بعوائلهم وأضحت لهجتهم دماجية ،وعلى الرغم من محاولة إقناعهم بشتى الحجج للقيام بتصويرهم إلا أنهم امتنعوا مؤكدين أن الرسول صلى الله عليه وسلم بشر المصورين بالنار. وساطات قبلية تدخلت لحقن الدماء الحوثية والسلفية بعد أيام من الحوار والتفاوض ..وتم فتح نقطة الخانق للمواد الغذائية كما تم إزالة المتاريس الحوثية والسلفية في جبل البراقة.. لكن التوتر لايزال قائماً بين الجانبين الحوثي والسلفي.