هل يجرؤ الحوثيون على الإفصاح عن أفكارهم بين الناس ويعلنونها على الشعب وعبر القنوات الإعلامية والمنابر وما هو مشروعهم تجاه الوطن والشعب وهل التسمية (حوثية) مطلقة عليهم أم إنهم لا يمانعونها وأين اليمن الكبير منها؟ أم إنهم إذا تحولوا إلى مشروع سياسي وقُدر لهم بالحكم عبر الصندوق أو بالآلية التي يسلكونها الآن السلاح أن يعدلوا اسم الجمهورية اليمنية إلى الجمهورية الحوثية او الإسلامية ... ؟. ولماذا يتهربون من إلحاق منصة الحياة التي في جوار المركز الطبي الإيراني بهم وينكرون أن ما حصل بينهم وبين الإصلاح فجر الثلاثاء27/12/2011م ، وادعاءهم ان الإصلاحيين اعتدوا على ابناء تعز أليس لأنهم يدركون منبوذيتهم في الجسد اليمني الطاهر وأنهم نبتة خبيثة فكرا وممارسة. كما أن السلفية غريبة على الشعب اليمني لكنهم لا يشكلون خطرا على العقل والروح اليمنيين كما الحوثية والحوثي . لا أعتقد أن الإصلاح يمانع اقامة منصة خاصة بهم وقد كانت في الأشهر الأولى من الثورة والتي سميت ب: المنبر التصعيدي جوار كلية الآداب جامعة صنعاء ومات التصعيد الثوري ولم يحل بينهم وبين ما يدّعون أحد. وإن ثبت أن ما حصل في فجر الثلاثاء لمنصة الحياة المتحدثة باسم مسيرة الحياة بعد أن كما يقولون لم يسمح لهم في منصة ساحة التغيير الرسمية بالحديث أنه من تدبير الإصلاح وأعني هنا بالإصلاح قيادة وأمراً تنظيمياً فهنا يكون انحرافاً سياسياً، وهذا مستبعد لكن الراجح أن الأمر مقايضة بالمثل من شباب في الإصلاح واللقاء المشترك والقبائل نفد صبرهم تجاه الحوثيين الذين يستغلون الحماس الثوري للشباب الذين لم يصلوا إلى درجة الخبث السياسي بتعبير عبده الجندي حتى يدركوا ما وراء الأمر والتعدي على المنصة في ساحة التغيير وها هم يعودون إلى منصتهم باللاشيء سوى التحرش من أجل الدفع بالآخر لاستخدام العنف حتى تكون هناك مادة إعلامية تستغلها وسائل الإعلام وبقايا النظام ويحصلون من ورائها على الحق المادي لا سواه. كذب قولهم إنهم ضد المبادرة ولماذا يشاركون في الحكومة بوزير مرشح من حزب الحق شرف الدين أحد شباب الصمود. فهل يعي الشباب أن هناك من يتاجر بثوريتهم للابتزاز والكيد والخبث السياسي؟ الحوثيون لا يملكون أي منطق سليم يتوافق وأفكار العصر في المدنية ودولة العدل والقانون والمؤسسات والديمقراطية وحقوق الإنسان . أليس عبد الملك الحوثي هو الحاكم في محافظة صعدة فلماذا يمارس القتل كما النظام وهو المدعي ثوريته عليه في ساحات الاعتصامات بالطرق السلمية؟ أين تذهب عقول شباب تعز أو أي شباب مستقل من مكونات الثورة عندما تأخذهم العداوة تجاه طرف سياسي مثل الإصلاح أو تكتل اللقاء المشترك وتنطلي عليهم الأفكار الحوثية المقيتة فيستخفون بالعقول الناضجة من أبناء تعز إلى درجة أن توضع تعز في أذهان محبيها. تعز تعني الثقافة والقيم الحضارية والإنسانية الجميلة تعني الحكمة اليمانية لا المنطقة الجغرافية، فمن يحمل فكر تعز أكان في صعدة أو عمران أو الجوف أو مأرب أو المهرة أو أي مكان على ثرى الوطن الغالي هو الابن الشرعي لتعز، ومن امتطى الأفكار المتخلفة وإن كان المولَّد في تعز فهو العاق وليس ابن تعز. ان يكون كل الشباب اللا حزبي والاستقلال المزعوم علمانيين بفصيح القول والعمل فخر من أن تمتطيهم الحوثية بدعوى المحبة والمناصرة كالمستجير بالرمضاء بالنار.. فالحوثية لا دين ولا دنيا.. تطلع اليمنيين لدولة العدل والقانون والحقوق والحريات على نقيض من مشروع الحوثية المذهبي السلالي مهما تدثر وانكتم. كن ضد المبادرة لكن وجِّه ثوريتك تجاه النظام وإسقاطه لا المشروع الثوري الذي يراه أخوك الثائر وهو الذي بجوارك في الساحة إنه جزء من إنجاز في طريق الهدف الكامل الذي ننشده. . تعد الأحزاب على سريرتها التطور السياسي الناضج عن التيه الاستقلالي الجاهل، حين تتفاخر باستقلاليتك عن الحزبية إنما تتفاخر بجهلك والإطار الأوحد نحو العمل السياسي والدولة المدنية... لن نقبل من تيار سياسي أي وصاية على أفكاري وحريتي ولو كان حزباً انتمي إليه بل يجب أن تكون العضوية رافدا لأفكار الحزب وحيوية له واللقاح المتبادل، لا أن ينتسب الفرد إلى الحزب ويتحول إلى ببغاء ووعاء تفرغ فيه أفكار البابوية، إنما هي الشراكة السياسية والرؤى والنضوج الفكري والعملي في الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والاستيعاب للبيئة بألوان طيفها والقدرة عليها والتعامل بروح الإنسانية والمسؤولية فيها. لماذا يخاف الحوثي من العمل السياسي والأفكار المكشوفة؟ ليضع السلاح ويخاطب العقول فمن قبل بهم تحت إطار العمل السياسي والقانون والمساواة والندية الفكرية، لن يدفع بأي طرف سياسي آخر أن يسلك تطرفاً تجاههم والساحة فكرية سلمية. الأعمال العدوانية من أي طرف كانت تسيء لفاعلها، فقد خسر الحوثيون رصيدهم الشعبي من التعاطف ممن كانوا يرون مظلوميتهم في الحروب الستة مع النظام المنتهي، لكنهم انكشفوا باستخدامهم للسلام سواءً في الجوف أو حجة أو ضد السلفية في دماج. ليس هناك ما لا يحمل عقيدة وفكراً دينياً أو معتقداً يناهض اعتقادات أو اعتقاداً آخر حتى اللا ديني فهو باللا دينيته هو عقدي ويعبد هواه ضد من يؤمن بإله، فالمثقفون ومن يدعون الحداثة والمدنية والديمقراطية وحرية الفكر والرأي والإبداع لهم عداوتهم مع الاتجاه الديني أو الإسلام السياسي والإخوان المسلمون، يستعينون باتجاه ديني مضاد لمن يتصارعون معهم سياسيا وبذا هم يستخدمون الدين بمفاهيم مغايرة إلى جانب عقيدتهم الهوائية، وهنا في اليمن تجدهم يقفون إلى الشاذ فكريا وسلوكياً وبيئياً على اليمن واليمنيين فيشنون حملتهم الشعواء ضد الإصلاح كحزب واللقاء المشترك ككتلة سياسية في مسارها المدني نحو السلطة بينما من يدعمهم الحداثيون ليس لهم أي وجه أو فكر سياسي يستوعب أحلام اليمنيين ويلتقي مع ادعائهم الحداثة والديمقراطية... . القوى الحداثية يجب أن تقف بصدق إلى صف خطابها المدني والسياسي والديمقراطية وتدعم بفلسفتها كل من يخط وينتهج العمل السياسي حتى لو لم تتفق مع قناعاتها لكنها تلتقي بالآلية وحكم وصندوق الاقتراع الذي سيؤتي كل ذي حق حقه بناء على قناعات الشعب ومن يرتضيه. فهل الحوثية تسلك المسار السياسي والعمل السلمي والفكر الرشيد أم إنهم يعملون عملا غير ذلك...؟ لكن مهما كان خبث الحوثيين على (الإصلاح) أن يظل كبيرا بحجم الوطن ويسعى إلى الصلح مع الحوثيين ويفتح قنوات للوصل وجسر الهوة بينه وبين الحوثيين وقطع دابر الفتنة التي يراد لها أن تتأجج، ومهما كان الحوثيون على خطأ والإصلاح على الصح لكني أعتقد أن الوقت يحتاج إلى التحمل والصبر وهو الرصيد الحقيقي كسياسة أمام الشعب والتاريخ...