للحذاء فوائد جمة وعديدة تفوق فوائد الطاقية والعمامة والدليل أن الإنسان يمكنه أن يعيش بلا غطاء رأس ومن الصعب أن يعيش بلا حذاء، والحكماء يتحدثون عن فوائد الحذاء لجسم الإنسان عموماً وخصوصاً الرأس والمخ وهناك علاقة بين الحذاء والعقل البشري تحدث عنها الأطباء قديماً وحديثاً, ومع هذا هناك مواقف تاريخية للحذاء يتحول فيها إلى زعيم وأهم وسيلة تعبير عن الشعوب في أهم مراحل تحولاتها التاريخية على الاطلاق, كان العرب قبل الإسلام يدخلون إلى مجالس كسرى وقيصر مطأطئي الرؤوس تاركين أحذيتهم بعيداً خلف الأسوار .. وبعد الإسلام دخل الصحابي عبادة بن الصامت بحذائه على فرش و قطائف القيصر، مبرراً هذا التحول الخطير بقوله: جئنا لإخراج العباد، من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ليعلن بهذا بداية عصر جديد.. وفي العصر الحديث لم يجد الصحفي العراقي (منتظر الزيات) من شيء يعبر به عن مدى غضب الشعب العراقي واحتجاجه سوى الحذاء، فقذف به رأس زعيم أكبر دولة في العالم ودفع الكثير ثمناً لذلك وارتفعت قيمة هذا الحذاء بالمزاد إلى أرقام خيالية؟! وكانت الأحذية أهم وسيلة تعبير في الثورات العربية فارتفعت بصورة غير مسبوقة في التاريخ الإنساني، حيث ارتفعت ملايين الأحذية في وجوه الزعماء في تونس والقاهرة وليبيا وصنعاء كأهم وسيلة للتعبير عن ثورة الشعوب .......قبل أسابيع بلغت قيمة حذاء الثائر (الربيعي) الذي استشهد في مسيرة الحياة الى ثلاثة ملايين ريال وقبل يومين قذف الضابط اليمني (الحاتمي) قائده الكبيرفي القوات الجوية بالحذاء مخاطراً بحياته لأداء نفس التعبير التاريخي الذي يعبر عن حالة ثورية بصورة تلقائية يصعب تقليدها أو استنساخها... حذاء (الحاتمي) ارتفعت في البورصة الشعبية لتصل قيمته في أول عرض من تاجر يمني إلى عشرة ملايين ريال وهو ما يفوق دية إنسان بأضعاف...... ؟؟وإذا كان (الحمار) رمزاً للحزب الديمقراطي الامريكي الأكبر في العالم فإن كبرى الاحزاب العربية ستتسابق في اتخاذ الحذاء رمزاً لها...ولأن عهد الزعيم الفرد قد انتهى فقد نعمل للحذاء نصباً تذكارياً في الميادين العامة باعتباره رمزاً للثورية والسلمية والشعبية والمساواة أيضاً فكلنا عيال تسعة وكلنا لدينا علاقة وطيدة مع الحذاء الذي ساهم بدور بطولي في ثورات الربيع العربي وماقبلها؟؟