في عمود الخميس (الحذاء كوسيلة للتعبير الثوري)وقعت في ثلاثة أخطاء.. الأول: قلت إن الصحابي (عبادة بن الصامت) هو من دخل إلى القيصر بحذائه والصحيح هو الصحابي (ربعي بن عامر ) أما الثاني: فقد كتبت أن شهيد مسيرة الحياة صاحب الحذاء الثمين هو الشهيد (الربيعي) والصحيح هو الشهيد (الرعيني)، أما الثالث: فهو الصحفي العراقي (منتظر الزيات) والحقيقة هو (منتظر الزيدي). ولهذا أرجو أن يعذرني القارئ ولا بأس أن أوضح أن سبب ذلك كان الثقة الزائدة بذاكرتي، فأنا اعتبرها أقوى ذاكره في العالم وبسبب هذه الثقة الزائدة وقعت في المطب أمامكم للأسف ...لأتعلم منها حقيقة أن الثقة المطلقة أمر سلبي ومضر بالصحة والعلاقة الإنسانية، وعليك يا صاحبي أن تعرف أن الذاكرة قد تخونك كما يخونك الصديق والقريب فلا تعطي رقبتك لأحد ولو كان هذا الأحد نفسك وذاكرتك التي قد تخدعك وتخونك في لحظة ضعف ما.. وحاول دائماً أن تتأكد من المعلومة والخبر الذي لديك والذي قد يصلك وقد يمثل أمر تصديقه بدون تروٍ كارثة حقيقية خاصة عندما يتعلق بالحقوق والعلاقة بين الناس، ولهذا قال لنا القرآن (إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا) والفاسق هنا حالة نسبية قد يكون شخصاً وقد تكون نفسك وذاكرتك هي ذاك الفاسق الذي قد يورطك في هذا الخطأ أو ذاك، والذي قد يتعدى الخطأ في المعلومة إلى مواقف تظلم بها الآخرين.. ثم إني أردت بهذا الاعتراف الخطير أمامكم أن أمارس الأمانة مع القارئ وأيضاً أتدرب على فضيلة الاعتراف بالخطأ مهما كان صغيراً وأعلن أمام الملأ ولا أبالي ! لأن الخطأ والصواب يتداول على مدار الساعة والقضايا المطروحة هي قضايا نسبية تحتمل الصواب والخطأ وقد يتحول الخطأ ذاته إلى صواب والصواب إلى خطأ بفعل تغير الظروف ,ومن مصلحة المجتمع أن لا يعتبر ما لديه حقائق مطلقة وأن لايتصلب أحدنا, وعليه أن يقول أخطأت بنفس السهولة التي يقول فيها أصبت لكي تستقيم الحقيقة ويسهل تناولها ويملك المجتمع المرونة الكاملة للتعامل الأمثل مع الحقيقة التي قد تتوزع هنا وهناك وقد تنتقل وتتحول بحسب الزمان والمكان . والخلاصة اني اعتذر ولا يغير ذلك هذه الفلسفة التي أمارسها الآن محاولاً تحويل الهزيمة الى نصر والخطأ الى بوابة للصواب كمبالغة في الاعتذار ليس إلا.