الذي سيأتي على أنه تراجع عن أهداف الثورة والتغيير إطلاقاً لأن عجلة الزمن دارت ولا يمكن ان تعود إلى الخلف لهذا نقول: من أين نبدأ؟ كيف ننطلق صوب المستقبل؟ ثم لماذا لا نبدأ في لم الشمل والقضاء على السلبيات وبأسرع وقت ممكن لضرورات المرحلة نحتاج الآن للتكامل والوقوف في وجه الفساد وفتح آفاق رحبة لتحسين الاقتصاد.. لتحسين التعليم وتجويده لإيجاد صحة حقيقية وتجويد كل شيء في هذا الوطن.. في البدء لا ينبغي ان يفهم البعض مثل هذا القول لا ينبغي أن نتنافس على من يغلب الآخر لا يجوز ان نتباهى بأفعال ليست من قيمنا لا من اخلاقنا ولا من ثقافتنا الخلافات ينبغي ان تنحصر ولا تتوسع نضيق الفجوة وهنا يأتي دور الإعلام الحر غير المؤدلج النابع من فكر صافٍ وواضح الإعلام الذي يجمع ولا يفرق، يصنع ثقافة التجميع ولا يساهم في خلق ثقافة الكراهية والحقد والتنافر واللا إنتماء صحيح التوقعات وحجم التطلعات والمطالب كانت خيالية لا يمكن ان تتحقق إلا بتدرج وبأسلوب عملي ومنطقي وواقعي، نعم لدينا طموح و سقف عالٍ جداً وهذا من حقنا جمعياً ولا نطالب بالتخلي عنها هناك مطالب للثوار كبيرة وسقفها عالٍ جداً لا يمكن وصفها أو رفضها أو القفز عليها لكن لو أردنا ان نضع الغد المشرق هل نصنعه بالكلام؟ والمكوث في الشارع أو في البيوت وبعيداً عن دائرة الفعل.. عن مكان الانتاج.. عن أماكن العمل أو نبقى ننتظر ماذا سيفعل لنا الآخرون؟ ثم لماذا يريد البعض ان نظل في هذه الدائرة المفرغة التي تقزمنا وتشتتنا..ولن توصلنا إلى نتيجة لأن الواقع غير الأحلام وعلينا ان لا نتقوقع، بلادنا بحاجة للبدء بالأولويات وتحديد تلك الأولويات وبعناية فائقة وبدون شطح ومبالغات ثم ما هي الأهداف الرئيسية؟ ما الذي تحقق وما الذي مازال قيد التحقيق وإلى أين نتجه و كيف ومن يحدد مسارنا؟ هل بمقدورنا الانطلاق الآن أم أننا نركن لأشياء أخرى؟ أسئلة كثيرة تحتاج للإجابة عليها... ثم من منا لا يريد ان ترتفع الرواتب وينال جميع الناس حقوقهم؟ من منا لا يريد ان تستقيم الأوضاع ويسود العدل والحق؟ ونتخلص من كل الشوائب.. من منا لا يريد الأمن والطمأنينة؟ لكن هل ستأتي كل الحلول لتلك القضايا وتتحقق تلك الأهداف في ظل هذا الواقع المتجمد.. محلك سر.. هل ستأتي إلينا كل تلك الأمور ونحن في مكاننا منتظرون؟. يفترض ان لا ينشغل الناس ومن الآن فصاعداً بالاتجاهات و المواقف.. اسلامي، ليبرالي، اشتراكي قومي الخ من شعارات لا تؤكل عيشاً ولا تبني اقتصاداً ولا هم يحزنون نحن بحاجة لمن يقود الاقتصاد ويفتح الأبواب للشباب للاتجاه صوب سوق العمل والانتاج نحن بحاجة لبرنامج اقتصادي شبيه بما عمل الأشقاء في تركيا في خلال سنوات قليلة.. لا تعنينا خلافات البعض لأن الخلافات سوف تفسد كل شيء والاختلاف والتنوع رحمة لا ينبغي ان تتحول إلى نقمة لكن هذا الاختلاف والتنوع ان وجد لا يكون إلا لمصلحة اليمن ومن أجل اليمن لا من أجل الأفراد والشخوص والأحزاب والتنظيمات والهيئات والجماعات صدقونا دول الخليج العربي العملاق الاقتصادي الكبير الرابض على الأرض بجوارنا يستثمر ما يزيد عن ثلاثمائة مليار دولار في أوروبا وأمريكا بل المبالغ الحقيقية حسب التناولات الإعلامية تفوق هذا الرقم بأضعاف كثيرة تصوروا ان حجم الناتج المحلي لمجموعة دول الخليج العربي للعام 2011م تجاوز الرقم 1.4 تريليون دولار بزيادة نسبتها 29% مقارنة بالعام 2010م وبنسبة نمو حقيقي قدر ب7.8% عام 2011م بما يعني وبحسب تقرير اقتصادي صدر هذا العام 2012م فإن الاقتصاد الخليجي يمثل أكثر من نصف للاقتصاد العربي ككل ماذا يعني هذا بالنسبة لنا في اليمن؟ الإجابة بكل تأكيد دول الخليج العربي تنتظر ماذا انتم صانعون يا أبناء اليمن؟ هل ستحافظون على بلدكم وتبدأون بالعمل؟ هل ستوفرون لنا البيئة الاستثمارية الحقيقية لنقوم بنقل بعض استثماراتنا من الدول البعيدة إلى بلادكم؟ أنا هنا اتساءل وبلسان الأشقاء الخليجيين.. أقولها وبكل صراحة لا أحد منا طموحاته متواضعة لكن الذي تحقق كان هو المتاح ولم يكن بالإمكان أكثر من ذلك وبحسب الأشقاء والاصدقاء فهل نهدم المعبد على الاشهاد أو على رؤوس الجميع وكما كان يحلم النظام السابق، كانت أهدافه تحويل البلد إلى خرابة وما زالت بعض الأماني والاحلام في جعبته ولن يسلم الأمر إلا بعودة اليمن إلى وضعها الطبيعي ويسير الوطن في الاتجاه الصحيح عندها سوف تصمت كل الأصوات المنادية بالخراب والويل والثبور هناك منغصات سوف تبرز في هذا الاتجاه أو ذاك وستحاول بعض قوى الممانعة المتهالكة في الداخل والخارج إيقاف عجلة التغيير بصورة أو بأخرى.. لكن إذا تكاملت الجهود وتشابكت المصالح وأجمع الكل على ان الوطن هو همنا الأول والأخير صدقونا عندها سوف ينعم الجميع بالخير وسترتفع الأسهم وتتحقق الأهداف وبأسرع مما كنا نتصور بل سنجد كل الأبواب مشرعة أمامنا لكن علينا أن نبدأ ولا ننتظر بأن يجود علينا الآخرون بالفتات أو بالدعم الذي سيساهم في دفع الاقتصاد الوطني إلى الامام الأساس هو أبناء الوطن وقدرتهم على تحويل الجمود إلى حركة والبدء في العمل الدؤوب وإن غداً لناظره قريب وللحديث صلة.. [email protected]