إن الانتخابات الرئاسية تعد المحك الأساسي بالنسبة للأحزاب والتنظيمات السياسية، وهي الدليل القاطع الذي يبرهن على مدى الإيمان بالديمقراطية والتداول السلمي للسلطة، ولذلك ينبغي أن تحدد اللجنة العليا للانتخابات الطرق اللازمة التي تستطيع معرفة مدى مشاركة تلك الأحزاب وفاعليتها في أوساط الجماهير والدفع بالناخبين للإدلاء بأصواتهم في العملية الانتخابية. إن التجارب المماثلة التي خاضها اليمن في فترات سابقة أظهرت تخاذل بعض الأحزاب والتنظيمات السياسية عن واجب المشاركة الجماعية في الانتخابات الرئاسية رغم أنها تظهر المزايدة الإعلامية أمام الرأي العام العالمي، وهنا لابد من التأكيد العملي الذي يظهر حجم الأحزاب والتنظيمات السياسية المشاركة في الانتخابات. إن الملاحظ أن بعض الأحزاب السياسية قد لاتبذل جهداً في العملية التوعوية في أوساط الناخبين لتبين لهم أهمية المشاركة في الانتخابات الرئاسية وحثهم على الإدلاء بأصواتهم للمرشح التوافقي المناضل المشير/عبدربه منصور هادي، وهذا يعد تقصيراً إن حدث من أي حزب أو تنظيم سياسي ينبغي اظهاره للعالم لأن التقصير في هذا الاتجاه مؤشر على عدم الإيمان بالديمقراطية والتداول السلمي للسلطة. إن الجماهير الناخبة بأمس الحاجة إلى التوعية الدستورية والقانونية بأهمية المشاركة في الانتخابات والإدلاء بأصوات الناخبين للمرشح التوافقي الذي سيقود المرحلة القادمة من الحياة الديمقراطية، ومن أجل ذلك ينبغي على الأحزاب والتنظيمات السياسية الخروج من نفق الأزمة المفتعلة إلى واقع الممارسة العملية المباشرة للديمقراطية. إن المرحلة لاتحتاج إلى خطاب سياسي وديني وإعلامي متشنج بقدر ما تحتاج إلى لغة الحوار والتصالح والتسامح من أجل تحقيق النفع العام للبلاد والعباد، وهذا يعني ضرورة اعادة النظر في أساليب التخاطب مع الآخر، لأن الإصرار على العناد والمكايدة يؤثر على الهيئة الناخبة سلبياً، فهل تدرك الأحزاب والتنظيمات السياسية هذه المسئولية لنتجاوز التحديات ونعزز التجربة الديمقراطية؟ نأمل ذلك بإذن الله.