يومان فقط تفصلنا عن الاستحقاق الانتخابي القادم لاختيار عبدربه منصور هادي رئيساً جديداً لليمن. إنها اللحظة التي ينظر إليها العالم باعتبارها الباب الذي سيلج منه اليمنيون إلى أعتاب مرحلة جديدة مغلفة بإرادة التغيير نحو مستقبل نستحقه جميعاً. أدرك جيداً أن هناك أفراداً أو جماعات سيسعون جاهدين بحماقاتهم لتعكير فرحة اليمنيين وإفساد هذه اللحظة التاريخية.. اللحظة التي نرى فيها تجسيداً لتحقيق أول هدف من أهداف ثورة الحادي عشر من فبراير. صحيح أننا كنا نحلم بديمقراطية حقيقية لا يقتصر فيها التنافس على مرشح توافقي واحد، لكن الصحيح أيضاً انه لطالما راودنا حلم رؤية شخص جديد يدير هذه البلد غير علي عبدالله صالح وعائلته الذين ظلوا جاثمين علينا بفسادهم منذ ولادتنا وهو ما لم يكن وارداً قبل فبراير 2011م، أشعر أنه من الظلم أن ننغص لحظة فارقة في حياتنا كهذه بعناد المقاطعة. لم أستطع إيجاد مبرر منطقي يدفعني لمقاطعة هذه الانتخابات التي يراها البعض انتقاصاً من الثورة التي خرجنا من أجلها وخيانة لدماء الشهداء كما يدعي البعض الآخر، فهذه الانتخابات وإن بدت في ظاهرها بمرشح وحيد فقط لكنها في حقيقة الأمر تمثل تنافساً بين عبدربه منصور هادي وعلي عبدالله صالح الذي مازال حتى هذه اللحظة يعتقد أنه الرجل الأقوى حضوراً والأكثر شعبية. لماذا نترك فرصة ذهبية كهذه ل«علي صالح» وزبانيته يزايدون بها على المقاطعين للانتخابات..؟ هي فعلاً حرية وقناعة شخصية غير أنها تخدم في واقعها الرئيس المنتهية ولايته في ظل الشائعات التي تتسرب هنا وهناك عن تحريض بعض القيادات المؤتمرية الداعية للمقاطعة ومحاولة الدفع في اتجاه إعاقة الناس عن الخروج صبيحة الثلاثاء القادم للإدلاء بأصواتهم في بعض مناطق الجنوب. في كل الأحوال وبصرف النظر عن هذه الدعوات ينتابني شعور قوي أنه ما من شيء بإمكانه الحيلولة دون وصولنا لهذه اللحظة العظيمة التي تمثل إرادة شعب مسنودة بمباركة إقليمية ودولية، ترى فيها بقعة ضوء قد تساعد اليمنيين على الخروج من دوامة كبيرة وتمنحهم فرصة ذهبية لبناء وطن جديد. من أجل ذلك سأذهب إلى المركز الانتخابي وسأمنح صوتي لعبدربه منصور هادي، الرئيس الذي ورث تركة كبيرة من الرماد، لكنني على ثقة بقدرات هذا الرجل في إصلاح ما يمكن إصلاحه خلال السنتين المقبلتين اللتين تعتبران من أهم وأصعب المراحل لإرساء دعائم جديدة لمستقبل نريده جميعاً. [email protected]