غداً الثلاثاء ستتجه أنظار العالم صوب اليمن لمتابعة الحدث الديمقراطي الأبرز والمتمثل بالانتخابات الرئاسية المبكرة التي تم التوافق على إجرائها من قبل أطراف العملية السياسية بناء على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمّنة وقرار مجلس الأمن الدولي رقم (2014) لإخراج اليمن من الأزمة السياسية التي اندلعت في فبراير العام الماضي وكادت تداعياتها المؤسفة تذهب باليمن واليمنيين إلى نفق مظلم لولا لطف الله سبحانه وتعالى وحكمة القيادة السياسية ممثلة بفخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية الذي تعامل مع تلك التداعيات المؤسفة بعقلانية وحكمة وصبر.. وبذل كل جهوده لاحتوائها مقدماً العديد من المبادرات التي تلبي مطالب التغيير المنشود من خلال دعواته المتكررة للحوار وتشكيل حكومة وفاق وطني وإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية ومحلية مبكرة وتغيير النظام السياسي من رئاسي إلى برلماني واعتماد نظام الحكم المحلي كامل الصلاحيات وإصلاح النظام الانتخابي واعتماد القائمة النسبية، ولكن تلك الدعوات والمبادرات والتنازلات التي أعلنها قوبلت بالرفض من قبل من توهموا بأنهم قادرون على إسقاط النظام عن طريق الانقلاب على الشرعية الدستورية والنهج الديمقراطي. ومع ذلك ظل فخامة الرئيس يبذل الجهود المخلصة لإخراج الوطن والشعب من الأزمة بأقل التكاليف من خلال نقل السلطة بطريقة سلسلة وآمنة، وذلك بالعودة إلى الشعب باعتباره مالك السلطة ومصدرها ليقول كلمته الفصل عبر صناديق الاقتراع في انتخابات رئاسية مبكرة ليختار الشعب بكامل إرادته الحرة من يثق بأنه أهل لتحمل أمانة مسؤولية قيادة مسيرة الثورة والوحدة والديمقراطية والتنمية، وظل فخامة الرئيس يؤكد ضرورة تحقيق التغيير بالطرق الدستورية والديمقراطية وترسيخ مبدأ التداول السلمي للسلطة عبر صناديق الاقتراع حتى بعد تعرضه لمحاولة الاغتيال في الحادث الإرهابي الغادر ومعه كبار قيادات الدولة أثناء أدائهم صلاة الجمعة في الأول من رجب العام الماضي 1432ه الثالث من يونيو 2011م بجامع دار الرئاسة في العاصمة صنعاء.. ظل على موقفه الثابت من تسليم السلطة عبر صناديق الاقتراع كتقليد ديمقراطي حضاري يجب أن يسلكه الجميع لتبادل السلطة سلمياً انطلاقاً من قناعته أن هذا هو الطريق السليم لإنهاء الصراع على كرسي الحكم. بعد أن ظلت أنظار العالم على مدى عام كامل موجهة صوب اليمن لمتابعة الأحداث المأساوية الناتجة عن الأزمة السياسية المفتعلة ها هي اليوم أنظار العالم تتجه صوب اليمن لمتابعة المشهد الديمقراطي الذي سيجسده اليمنيون يوم غدٍ الثلاثاء 21 فبراير 2012م والذي سيؤكدون من خلاله الانتصار لإراداتهم الحرة في الاحتكام لصناديق الاقتراع في تحقيق التغيير المنشود والوصول إلى السلطة بعيداً عن الانقلابات والمؤامرات والفوضى والتخريب. غداً سيقول الشعب اليمني كلمته الفصل.. نعم للأمن والاستقرار.. نعم للتنمية والسلم الديمقراطي.. نعم للنهج الديمقراطي.. نعم لمرشح التوافق الوطني المشير عبدربه منصور هادي.