بنجاح الانتخابات الرئاسية المبكرة التي جرت يوم الثلاثاء الماضي 21 فبراير الجاري 2012م تجاوز شعبنا خطر الانزلاق نحو النفق المظلم الذي كان يريد البعض جره إليه، وبذلك أكد اليمنيون أنهم أهل حكمة كما وصفهم رسول الله الصادق الأمين، كما أكدوا أنهم شعب حضاري حينما توجهوا إلى مراكز الاقتراع للإدلاء بأصواتهم لمرشح التوافق الوطني المناضل عبدربه منصور هادي الذي شاءت الأقدار أن يتحمل أمانة المسؤولية لقيادة البلاد في ظرف استثنائي ومرحلة غاية في الصعوبة والتعقيد. ليس ذلك وحسب بل إنهم أكدوا تمسكهم بالنهج الديمقراطي في عملية التغيير حينما سلكوا السلوك الحضاري بتوجههم نحو صناديق الاقتراع، منتصرين لإرادتهم الحرة في ترسيخ مبدأ التداول السلمي للسلطة بالوسائل الشرعية والدستورية والديمقراطية، معبرين عن رفضهم الاستيلاء على السلطة عبر التخريب و«الفوضى الخلافة» أو الانقلاب باستخدام القوة. لقد صنع اليمنيون يوم الثلاثاء الماضي 21 فبراير حدثاً تاريخياً هاماً سيدوّنه التاريخ في أنصع صفحاته، مقدمين بذلك نموذجاً حضارياً لكل شعوب المنطقة يجب أن يحتذى به في تحقيق التغيير المنشود وتداول السلطة سلمياً عبر صناديق الاقتراع، واستحقوا بجدارة احترام وتقدير دول العالم أجمع، وأن يمنحوا شهادة عالمية بأنهم شعب حضاري وحكيم لتمكنهم من تجاوز الأزمة الطاحنة التي عصفت بالبلاد على مدى عام كامل وكادت تداعيتها المؤسفة تودي بالوطن والشعب في هاوية سحيقة لا يعلم إلا الله مداها. في 21 فبراير 2012م انتصر اليمنيون لإرادتهم الحرة في التغيير الديمقراطي عندما أفشلوا رهان تجار الحروب وأصحاب المصالح الشخصية وكل مَن أرادوا الاستيلاء على السلطة عبر الفوضى والتخريب والانقلاب على الشرعية الدستورية والنهج الديمقراطي، حيث أكدوا تمسكهم بخيار التداول السلمي للسلطة والتغيير المنشود عبر صناديق الاقتراع، ولذلك فإن يوم 21 فبراير 2012م سيظل يوماً تاريخياً هاماً في حياة اليمنيين سيضاف إلى قائمة الأيام الخالدة في صفحات التاريخ المعاصر لليمن الحديث. في 21 فبراير 2012م تجاوزنا منطقة الخطر الذي كان محدقاً بالوطن وعبرنا إلى مرحلة جديدة يجب أن يعمل كل الوطنيين اليمنيين دون استثناء على إزالة كل الصعوبات والعراقيل التي تعترض مسيرة التغيير السلمي الديمقراطي وبناء اليمن الجديد. يجب على كل اليمينين وفي مقدمتهم القوى السياسية والاجتماعية أن يشمروا عن سواعدهم ويتناسوا خلافاتهم ويتساموا فوق آلامهم وجراحاتهم التي خلّفتها الأزمة العصيبة. يجب أن يبتعد الجميع عن المكايدات والمناكفات السياسية وتصفية الحسابات الشخصية والحزبية، ويتجهوا بقلوب متحابة وعقول نظيفة ونفوس صافية لإعادة بناء ما دمرته الأزمة السياسية العصيبة على مختلف الصعد، ووضع الأسس المتينة للدولة المدنية الحديثة واليمن الحضاري الجديد والمستقبل الأفضل الذي ينشده كل أبناء الشعب من أقصى المهرة شرقاً حتى الحديدة غرباً ومن أقصى صعدة شمالاً حتى عدن جنوباً، وليكن شعار الجميع «يداً بيد نبني اليمن الجديد».