لاشك أن المرحلة الراهنة من تاريخ اليمن تتطلب من كافة المخلصين للوطن إعادة النظر في العديد من الشؤون الحياتية .. ومن أهمها شؤون التعليم سواء التعليم الأساسي أو التعليم العالي ، وسيتم الحديث هنا عن أحد جوانب التعليم العالي ، وعما يجري في دهاليز بعض الجامعات الوطنية .. وعرض شيء من الممارسات غير السوية ..فهناك البعض ممن يتولون المسؤولية عن الشؤون الأكاديمية ، أو يتولون عمادة بعض الكليات بالجامعات ، ويتربعون على كراسيهم الوثيرة التي تتوسط مكاتبهم الفاخرة ، البعض من أولئك يتصرفون بتعالٍ وغرور وعنجهية !! ويدعون العلم والمعرفة والإحاطة بكل الأمور .. وهم في الحقيقة لا يفقهون أبجدية فن الإدارة ، ولا يعرفون عن هذا الفن سوى اسمه ، وربما في ذلك شك لسوء ما يجري وفداحة ما يدور .. فالفرد من فطاحل عصرهم يعطي نفسه الحق في العبث بالمصالح العامة والخاصة ، والتصرف في الشؤون الأكاديمية والإدارية والمالية بدون تحمل أدنى مسؤولية .. فعلى سبيل المثال : عند تعيين أعضاء هيئة التدريس بمختلف درجاتهم لا يراعى في أحيان عديدة مستوى الكفاءة والخبرة والتقديرات العلمية .. وبالمقابل ووفقاً لأمزجة أصحاب السعادة لا تطبق إلا نادراً أو على مضض الاستثناءات المشروعة لمن تحتاج لخبراتهم بعض الأقسام في الكليات من ذوي الكفاءات والمتفوقين المشهود لهم من قبل المتخصصين بمختلف الكليات الجامعية .. بينما يتاح ذلك لمن لا كفاءة له ولا خبرة ولا تفوق ، وكل مؤهلاته الدعم الخفي أو الظاهر لذوي المصلحة أياً كان نوعها ، فالمصالح متعددة الأشكال مادية كانت أم معنوية .. أما الإجراءات الإدارية والمالية فتتم حسب التساهيل ووفق إرادة المعنيين الذين يمتلكون الصلاحيات ، ولديهم مفاتيح الضوء الأخضر للإنجاز ، أو مفاتيح الضوء الأحمر لإطلاق إشارة العرقلة .. وتنجز معظم الأمور وفق قاعدة ( يا بخت من نفّع واستنفع ) وتحت بند ( كم حقي وانا انفعك ..؟) فكل شيء خاضع للحوار والمداولة !! وهات يا نهب وابتزاز دون وجه حق ، إضافة إلى سوء المعاملة !! وما يتعلق ببعض عمداء الكليات الأفاضل لا يُحكى ولا يُقال .. لولا أنه قد فاض الكيل لدى معظم المتعاملين معهم جراء تماديهم في سوء تقدير الأمور ، ووضع العراقيل والإحباطات أمام أعضاء هيئة التدريس ، وكذلك أمام العديد من الطلاب الذين يصيبهم بالغ الضرر حتى ساءت الأحوال .. وبذلك أضافوا إحباطات جديدة إلى ما سببته الأحداث من تعطيل وعرقلة للدراسة ، فضلاً عن المشكلات المختلفة التي يثيرونها مع العديد من العاملين بتلك الكليات ، وغالباً ما يختلقون مبررات واهية وغير مقنعة لكل إشكال.. وفي حال انعدام المشكلات يصاب أولئك بالصداع و ( الأرتيكاريا ) فيسعون لاستفزاز من حالفه الحظ بمقابلة أي منهم حتى يتجدد نشوء المشكلات بعد أن يكون الواحد منهم قد فرّغ شحنة الاستفزاز والإثارة وصال وجال .. وقد يصل الحال بالبعض منهم إلى حد توجيه ( اللكمات ) لأي من صغار الموظفين المغلوبين على أمرهم الذين لا حول لهم ولا قوة ، ولا سند يحميهم من ألم ( لكمات ) الأيادي الطوال .. أما من كان نداً لأحدهم فيكتفي باستفزازه دون استعمال العضلات ، وحينها تستقر حالته النفسية ويتبدل الحال العميد الهمام تهدأ حالته ، وبقية العاملين يعيشون حالة من القلق وتوتر الأعصاب ، وذلك بالطبع يؤثر سلباً على سير العمل سواء الأكاديمي أو الوظيفي ، المهم في الأمر هو هدوء الحالة النفسية لمصارع الخرفان .. وما عدا ذلك لا يهم ، فسلامة المصارع ( معذرة ) سلامة العميد بالدنيا وما فيها ومن بعده الطوفان .. ما جدوى سير العمل الأكاديمي ونجاح العمل الوظيفي ، ومزاج صاحب السعادة معكّر ، وحالته النفسية غير مستقرة ، تلك – لا شك – ستكون كارثة الموسم الجامعي ، فهل انعدمت الإنسانية ..؟! حاشا وكلا فربما يصاب المحروس بنكسة نفسية أو عصبية .. فتصاب الكلية التي يديرها بالشلل ، ويصاب العاملون بالإحباط جراء تلك الحالة غير الطبيعية .. المطلوب عاجلاً من قبل الجهات المعنية في هذه الظروف الطارئة المبادرة بعلاج مثل تلك الحالات المرضية .. ومنح أصحابها فرصة كافية للعلاج إن أمكن علاجهم ، وإعفائهم من بذل أي جهد أو أية مهام مضنية .. حتى لا يتسببوا في الإضرار بأنفسهم ولا يعرضوا الآخرين للضرر .. . تلك لمحة قصيرة عن بعض النماذج الفريدة والممارسات المرفوضة الجارية في دهاليز بعض الجامعات ، والأمر متروك للمعنيين المخلصين لهذا الوطن الغالي ، ولوزارة التعليم العالي باعتبارها الجهة المعنية التي يجب أن تسارع باتخاذ الإجراءات ووضع المعالجات المناسبة لما يجري دون توانٍ أو تأخر .. خاصة واليمن على أعتاب مرحلة تتطلب من الجميع التعامل بكل شفافية .. وذلك لكشف كافة الممارسات الخاطئة ، ووضع حد لها بصورة حاسمة وجلية .. وحل المشكلات المزمنة المتوارثة عن ذوي العقليات المترهلة ، على طريق مكافحة الفساد ، والعمل على تحقيق العدالة الاجتماعية .. وتلك هي القضية . [email protected]